الاثنين، 8 يوليو 2013

علي محطة القطار !!






ها هي تسير في نفس الاتجاه الذي تسير فيه منذ سبعة أيام، تنعطف يميناً لتكون أمام محطة القطار ..

تقف مترددة لثوان قليلة ثم تتقدم بقدمين مرتعشتين بعد أن تردد جهراً "يا الله" .

تتقدم لتجلس علي ذلك المقعد وسط المحطة ترخي زراعيها الاثنتين علي المقعد و تنظر تجاه القطارات القادمة ، وتبقي هكذا لساعات طويلة ..

يتهامس عمال المحطة بحديث خافت عن تلك الجميلة التي تجلس في نفس المكان منذ أيام ، البعض يتعاطف مع جلوسها و يظنها في مأساة و البعض يقول أنها تنتظر من غدر بها !!

و المار حولها يتهامسون علي جلوسها هذا دون حراك ، دون أن تدير نظرها عن الهابطين من القطارات !!

لا أحد يعلم أنها تنتظره هو ..

راجلٌ عشقها الأوحد ..

لم يغدر بها و لم يخونها و لم يعرفها من الأساس ، فقط كتب في حساب موقع التوصل منذ ثمان أيام أنه سئم كل شيء ويحتاج للابتعاد  و سيغادر إلي نفسه فقط !

و لأنها تعلم خبايا نفسه أكثر مما يعرف هو ، علمت أنه سيغادر إلي نفسه علي ضفاف شاطئ البحر في مدينتها المفضلة بالنسبة له .

لذا عزمت علي أن تأتي كل صباح إلي المحطة و تجلس تنتظره، لتراه لأول مرة دون حواجز  و من غير  صور .

ربما لا ينتبه لوجودها ولا يعيرها انتبهاً و لكن هذا لا يشغلها فقط هي تريد أن تراه دون عوائق أو فاصل بينهم أقل من السنتيمترات التي تفصل بين مقعدها و القطار !

هي ليست معتوها أو بلا عقل، هي فقد تعشق حد الجنون .

حياءها جعلها تصمت طوال أشهر حبها الصامت فلم تحاول أن تحادثه أو تعرفه نفسها كما تفعل الفتيات من حوله !

لكن الآن عشقها فاق حد الجنون، تريد أن تراه و أن يصبح لها و تفعل كل ما يفعله العشاق.

تريد أن تحادثه في الهاتف لساعات طويلة، تريده أن يضاحكها و يغازلها و يسرد لها كل شيء عنه لم تعرفه بعد .

تريد أن تختبئي بين طيات صدره حين تحزن ، و تركض إليه عندما تكبي كطفلة في حاجة إلي أبيها ، تريده أن يبوح لها بأشياء لن يعرفها سوهما .

تريد أن تبقي معه في حزنه و تفعل المستحيل لتري سعادته ، تريد أن تصبح أماً له ..

 تريده مسئولـاًـ عنها و منها ...

هي عاشقة مع وقف التنفيذ ، تنتظر الحكم بتنفيذ عقوبة عشقها في سجن سعادة أبدي ...

هي متيقنة أنه سوف ينهي كل أعماله و يأخذ أجازة ليغادر فيها إلي نفسه هنا في مدينتها ، وهذه فرصة ربما يرتبها لها القدر لتحقق حلماً صار بالنسبةٍ إليها الحياة ..

ألا يستحق أملها التي تحيا عليه أن تأتي يومياً لانتظاره بدلاً من جلستها في البيت حائرة هل آتي أم لا ؟؟

ألا يستحق أن تتحمل نظرات من حولها وهمسات العاملين عليها ؟؟

هو يستحق ذلك و أكثر ..

أنها كمن تنتظر وصول قطار مصيريها علي ضفاف محطة حياتها ..

هو قطار يستحق الانتظار ..

و هذا ما يحدث علي محطة القطار ...  





************
سـارة يحيي محمد 




هناك 4 تعليقات:

  1. ياااااااااااااااااااة جميلة اوووووووووى يا ساااااااااااااارة جميييييييلة


    ياريت تشيلى خاصية كلمة التحقيق على التعليقات

    ردحذف
    الردود
    1. ياااااااااااااه ، ربنا يخليكى
      سعيدة أنها عجبتك أوي كده :)

      من عيوني هسأل بتتشال أزاي و أشلها حالا يا حبيبتي
      نورتني بجد ^_^

      حذف
  2. جميلة أوي يا سارة يسلم احساسك ....انتي عارفة ان انا وانتي اختارنا نفس العنوان انا كمان تدوينتي اخدت عنوان "على محطة قطار" هههههههههه صدفة حلوة بجد مبسوطة اني قرأيت تدوينتك

    ردحذف
    الردود
    1. مرسي خالص يا حبيبتي :)
      ههههههه و دي أحلي حاجة إن أسم تدوينه بتاعتي عندك ده شرف كبير أوي ليا
      بجد صدفة حلوة أوي
      مبسوطة أكثر منك إنك قرأتيها :)
      نورتى بجد :)

      حذف