الجمعة، 5 يوليو 2013

قارئة الفنجان




مساء الخير عزيزتي محررة باب بريد القراء ..
أنا الفتاة  م.أ ، في الرابعة والعشرين من عمري
أنا عاشقة يا سيدتي لأشخصً لم أره إلا في واقعي الخيالي ، أراكِ تتسألي الآن عن معني كلمة واقعي الخيالي و لكِ تمام الحق في سؤالك هذا   فحكايتي أغرب من الخيال و من الواقع فهي حكاية واقع خيالي!
إنني  قد رأيت راجل أحلامي كم أحب أن أطلق عليه دوماً في التلفاز و تابعته بعدها من خلال أشياء كثيرة كعروضه وحديثه و من وسائل التواصل شتي و تعلقت به كثيراً حتى صارتٌ أيقن أنه ملكي و أعرفه أكثر من معرفتي بمن حولي ، و أرجو إلا يدور بخلدك أنني أتوهم ذلك الإحساس أو أني عاشقة لنجم كما يفعلن المراهقات الصغيرات ، فأنا لستٌ فتاة مراهقة أنا فتاة تجاوزت مرحلة المراهقة دون أن تقع في شباك الهوى كما يفعلن بعض الفتيات و اجتازت سنوات دراستي في تفوق معتدل و علي كم لأبأس به من الثقافة و عاقلة تمام العقل لكي أخبرك أنني أحببت ذلك الشخص منذ أربع سنوات و ذلك الحب يتكون داخلي وحدي ،  وقد  رأيت فيه كل ما تمنيت و استيقظت مشاعري له هو فقط ، و هو شخص يسهل الوصل إليه فهو في بداية حياته المهنية و متواضع و كان يأتي لمحافظتي في أوقات كثيرة و رغم كل ذلك لا يعرف بوجودي أصلا !
أريد أن أحادثه و أره أمامي و أسمع صوته و ضحكاته و نبقي معاً لساعات ولكن كيف ؟ ، أخشي أن يعتبرني معجبة مراهقة كما يعتبرني الجميع و أنا في الأصل خجولة جداً و لا أعرف كيف أعرفه بنفسي ؟؟
و حاولت منذ فترة أن أتغطي عن التفكير فيه و الاشتياق إليه لكنني حين أصلي كنت أدعو له دون أن أدري أو أخطط لذلك ، دوماً أدعي له و أشعر به حين يتألم أو يرتاح أو يغضب كأنه جزءاً مني !
دوماً أتخيل لقاءات و أحاديث بينا، و أماكن نزورها سوياً و أشياء تحدث لنا معاً .. مئات المواقف و الأحاديث تتجسد في مخليتي يومياً .. حتى أحلامي كلها له و إليه !!
أبعد كل هذا و لا أحبه حقيقتاً؟؟ إذا كان كل هذا لم يقنع أحداً فأليك ما حدث لي عند سماع أغنية عله يشرح لكِ ما في قلبي ...   
*********** 

يا ألهي أنها أمسية رائعة !!
الجو رطباً بارداً دون هواء ، و النجوم تلألأ في أرجاء السماء يتوسطها القمر ساطعاً مشعاً متألق ، قررتٌ أن أستمتع بتلك الأمسية و أجلس في شرفتي  المزينة بالأزهار و أحتسي مشروبي المفضل الشيكولاته الساخنة وسط رائحة الورد و صوت عبد الحليم وهو ينشد "قارئة الفنجان" ..
جلست في ركن الشرفة الجانبي و نسمات الهواء تلفح وجهي في رقة       و رائحة الشيكولاته تدغدغ أنفي و صوت الموسيقي ينساب إلي آذني     في نعومة ..
أغمضُ عيني و تركت الموسيقي تخلخل إلي روحي ...

"جلست و الخوف بعينيها تتأمل فنجانِ المقلوب ، قالت يا ولدي لا تحزن .. فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي "

ما هذا؟
هذه ليست غرفتي !! ، و هذه ليست شرفتي !!
متى جئت إلي هذه الحديقة ؟
أين أنــا ؟ !
مهلا! وهذا ليس ثوبي ، أنا لم أرتدي هذا الفستان الأصفر المرصع بحبات اللؤلؤ و لم أضع هذا الطوق المصنوع من زهور النرجس الصفراء علي رأسي !
يا ألهي أين أنا ؟!
ما صوت الموسيقي الذي أسمعه هذا ، من أين يأتي ؟

"يا ولدي قد مات شهيداً ،من مات فداء للمحبوب يا ولدي "

يا ألهي !
أنها أمسية جميلة في حديقة صغيرة علي صوت العندليب ، كم أحب قارئة الفنجان .
كم أتمني أن يكون المكتوب علياِ هو الحب و أن يأتني فارسي الذي أحلم به ليرقصني الآن !!
يا ألهي كم أريده الآن ...

"بصرت ونجمت كثيراً ،لكني لم أعرف أبداً فنجاناً يشبه فنجانك ، بصرت ونجمت كثيراً ، لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك .. مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع ،وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع ،مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار،فبرغم جميع حرائقه ، وبرغم جميع سوابقه ، وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار ، وبرغم الريح ، وبرغم الجو الماطر والإعصار ، الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار يا ولدي "

يا ألهي !!
إن الصوت يقترب ، أشعر به يملئ جوارحي، يتخلخل لأذني و كأنه يهمس لي أنا !!
 أنا وحدي ..
ألحانه ترٌقرق علي أوتار قلبي ..
يا ألهي!!
أنه يظهر من بين الأشجار و هو يدندن بصوت الهمس.
أيمكن أيكون أميري ؟؟

"بحياتك يا ولدي امرأة ، عيناها سبحان المعبود ،فمها مرسوم كالعنقود ، ضحكتها أنغام وورود ،والشعر الغجري المجنون ، يسافر في كل الدنيا ، قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب .. هي الدنيا "

يا ألهي !!
أيدندنٌ لي ؟ أيتحدث عني أنا ؟ .. أيمكن أن يكون فارسي الأمين ؟
لما يقف بعيداً عن هكذا ! ، لما لا يقترب ؟ لكي ترتشف عيني من ملامحه ..
يا ألهي !!
أنه يقترب الآن .. يقترب مني !!

" لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود ، فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود ، من يدخل حجرتها .. من يطلب يدها ، من يدنو من سور حديقتها .. من حاول فك ضفائرها .. يا ولدي مفقود .. مفقود "

يا ألهي!!
كم هو بريء الملامح عينيه كاللؤلؤ الأسود البرق و ينشد بصوته العذاب أرق الألحان ..
أينشدها لي ؟
الماس الأسود في عينيه يشعٌ عشقاً و هياماً ، ولــكــن لــمن ؟

" ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان ،وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن ، وتجوب بحاراً وبحاراً .. وتفيض دموعك أنهاراً
،وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً ، وسترجع يوماً يا ولدي ، مهزوماً مكسور الوجدان ، وستعرف بعد رحيل العمر ، بأنك كنت تطارد خيط دخان ، فحبيبة قلبك يا ولدي ، ليس لها أرض أو وطن أو عنوان ، ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي .. لــيــس لـهـا عــنــوان "


يا ألهي!!
أنه ينهي معزوفته و ينظر لي بلؤلؤ عينه الأسود و كأنه يودعني ..
أليس لنا لقاءاً أخر يا فارسي ؟
كلا ! لا تبتعد الآن ..
أين ستذهب و تتركني هنا ؟
هنا!
 و لا أعرف أين هنا؟

" ما أصعب أن تهوي يا ولدي ، من ليس له عنوان "

يا ألهي !
ما هذا التصفيق ! ، هل مازلت هنا؟
في غرفتي أجلس بجانب المسجل الذي أنهي "قارئة الفنجان " ، و كوب الشيكولاته بارداً عكس خفقات قلبي الدافئة !
أكان كل هذا حلماً ؟؟
********

هذا ما يحدث لي عند سماع أي أغنية أو مشاهدة فليماً أو قراءة كتاب أو الخروج إلي مكان ، أتخيله هو معي يشاركني كل هذا !!
أبعد كل هذا لا أحبه ؟؟؟


  **************************
من بريد قرائي  !!
سارة يحيي محمد 

هناك 8 تعليقات:

  1. هيا الاحلام حلوة المشكلة انها ساعات او في الغالب بتصطدم بالواقع والماديات لكن ده ميمنعش ان الانسان يحلم

    ردحذف
  2. هي الاحلام حلوة طبعا مفيش كلام
    لكن بعض الاحلام بتكلف الأنسان كتير وبتضره و هي هنا بتحب بجد وبكل أحاسسها و كبيرة كفاية تقدر ده
    المشكلة أنها حبت حقيقة مش خيال و هيبقي صعب عليها لو اتصطدمت في ده!
    لكن ده ميمنعش أن الانسان يحلم ويحاول مع حلمه :)

    سعيدة أوى بمرورك
    نورت ^_^

    ردحذف
  3. رائعه جدا ياساره لكن ليست كل الاحلام قابله للتحقيق

    ردحذف
  4. أشكرك جداً جداً
    لكن بعضها قابل للتحقيق و ممكن تكون من ضمنهم حلم م
    ده غير أنه حب مش حلم :)

    أسعدنى مرورك :)
    نورت ^_^

    ردحذف
  5. جميله أوي :) بس موجعه لأن زي مقال عبد الحليم
    ما أصعب أن تهوى يا ولدي من ليس له عنوان :)
    صعب الحلم ممكن يدمرنا هنا لو بالشكل ده لأن هنتعلق بحلم و تحقيقه غيرر مؤكد ..

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يخليكى يا جميل :)
      فعلا هى موجعة ومشكلة محيرة فعلا ، محدش قادر يلومها لأنها حبيت بجد ولا حد قادر يساعدها عشان في دى القدر
      بس كتير من أحلامنا وبنحاول نحققها و يا نقدر يا لا
      بس هى فعلا زى ما قولتي هتتعذب لو متحققش و
      "ما أصعب أن تهوي يا ولدى من ليس له عنوان :)

      سعيدة بتعليقك و متابعتك :)
      نورتنى :)

      حذف
  6. شوفتى ياساره الصبر حلو 3 تعليقات مره واحده :)
    عموما هي جميلة واقعية استطعتى وصف الحاله بواقعيه
    وتوصيف رائع وكأنك تُعايشين صاحبتها وتتعاملين مع تفاصيلها
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههههههه تسيح كده علي العام
      ماشي ماشي :D
      أنا يكفينى متابعتك أصلا وتشجعيك :)
      سعيدة أوى أنها عجبتك و حسيتها و سعيجة أكتر بأنك واقفه جنبي
      أشكرك جداً
      نورتنى بجد ^_^

      حذف