البحث عن جميلة !!

مساء الخير يا سيدتي ..

أرجو أن تكوني ذات سعة صدر و عقيلة منطقية بحتة لتتقبلي حكايتي و تتفهمي وجهة نظري ..

أنا المهندس "ح" مهندس معماري حاصل علي ماجستير مثقف و وسيم و من طبقة عالية و حالتي و حالة أسرتي المادية ميسورة جداً .. و منذ أن تممت السابعة والعشرين و أنا أبحث عن شريكة لي و لكن منذ تسعة أشهر لم أجدها و بدأت أشعر أني أجدها أبدها .

صحيح أنا لدي مواصفات لفتاة أحلامي و لكنها عادلة لكي تلاءم مواصفاتي فأنا أريدها جميلة جداً و ذات طابع أنثوي ساحر و متعلمة و مثقفة و تعاملني كرجل و تتقبل تقلباتي المزاجية و ظروف عملي الشاق الذي يضطرني إلي المكوث خارج المنزل ساعات طويلة ، و لكي أجديك القول أنني بحثت عنها كثيراً و وجدت بعض الفتيات و لكن في كلا منهما عيباً لا أطيقه ..

بالنسبة للفتاة الأول كانت مهندسة مثلي و علي قدر كبير من الجمال و لكنها لم تكن جميلة للحد الذي أتمني فلم تكتمل حكايتنا ، و الثانية أبن أحد أصدقاء والدي كانت جميلة بشكل لا يوصف ولكن تفاهتها لا تصدق ، وغيرهما كثير لكن ما تركت في نفسي أثر هي واحده فقط و أظنها حكاية بمفردها ...

فمنذ ثلاثة أشهر كنت قد تعرفت علي فتاة علي مواقع التواصل في حوار نقاشي حول موضوعاً ما و لا أخفيكِ أن ردودها كانت منطقية و يغلب عليه الطابع الثقافية و تجذبك لأن تتعرفي علي صاحبتها و بالفعل تعرفتٌ عليها  و كانت غاية في الاحترام و العقل و اجتذبتني لحديث طويل معها و تكرر الحديث حتى أصبح شبه يومي ، و في أحدي المرات طلبت منها أن تحادثي بالصوت و بالفعل تحادثاً صوتياً و كأن صوتها جميل هادئ و تكررت المحادثات و أصبحت شيئاً مهماً في حياتي .

أصبحت تحادثني هاتفياً طوال اليوم و تهتم به  و لا تستطيع المكوث طويلاً دون أن تحادثني، و بعد فترة طلبت مقابلتها حتى أنني كنت للآن لم أرائها و هي وافقت بشرط إلا نكررها و هي في الأصل لم توافق إلا عندما أخبرتها في رغبتي من الزواج منها ، و بالفعل ذهب لمقابلتها في أحدي المقاهي و كانت صدمتي ..

كانت ممتلئة قليلاً و لا تمتلك من الجمال إلا قليل و لا أنكر صدمتي طوال جلوسنا و ملامحي وحديثي التي ظهر عليه ذلك و لا أخفيكِ عن ملامح الإحراج في ملامحها و لمحة الدموع في عينيها و لكن ما بيدي حيلة و لكي أنهي الموقف سريعاً طلبتها بالانصراف و انصرفت وتركتها وحيدة و أغلقت هاتفي و لم أحادثها منذ شهر ، هي كانت تحبني و أنا أعلم لكنها ليست جميلة لم أتقبل شكلها بعد و لا أعرف إن كنتٌ أستطيع أو لا .

أنا أريد زوجة جميلة مثقفة محترمة متعلمة وتتقبلني كما أنا و يكون شغلها الشاغل أنا ، و هذا ليس بكثير علي مهندس مرموق مثلي .

حقاً أنا أحتار و لا أعلم لأي متى سأبحث و هل سأجدها أم لا ؟؟

أنا حقاً في حيرة كبيرة ؟؟

****************

عزيزي المهندس المرموق أسمح لي أن أقول لك و بكل صراحة إن كان نصف شباب مصر يفكر بهذه الطريقة فهي كارثة كبيرة ..

في بداية الأمر ظنت أنك تكتب إعلان للبحث عن زوجة فأنت ظللت عدده أسطر تقول في مميزاتك الخارقة للطبيعية و عدده أسطر مليئة بمواصفات فتاة الأحلام التي ليست لها وجود إلا في أحلامك فقط و مهما بحثت لن تجدها لأن الكمال لله وحده فقط ..

دعني أخبرك أنك تبحث عن حقيبة جذابة تأخذها معك أمام العائلة و الأصدقاء لتكمل اللوحة التي صنعتها لنفسك ، أنك حتى لم تذكر أنك سوف تهتم به أو تلبي لها طلباتها فقط اهتمت بنفسك و بما تريده أنت و لما تفكر بما تريده هي !!

حتى الفتاة التي رضيت بكل ما فيك خذلتها لأسباب تافه ، يجيب أن تعلم أنها البدانة شيء لا يخجل منه و أن الفتيات تبذل جهدها للتخلص منه و لكن ما أسهل الحديث و السخرية !! ، و تلك الفتاة كانت ممتلئة قليلاً _علي حسب حديث_  و تمتلك بعض الجمال و لديها عقيلة جاذبة فماذا تريد أكثر ؟ أنك لن تجد ما هو أكثر من ذلك .

إن موضوع الجمال يأخذ مساحة أكبر مما يستحق ، لا أنكر أنه مهماً و يجيب أن يكون كلا الطرفين متقبل الآخر لكنه ليسه بأهمية الأخلاق و الطباع و التفكير !!

خلاصة قولي يجيب أن تراجع نفسك سريعاً وتعيد النظر في الأمر بواقعية و تواضع يتفقان مع الدنيا ، يجيب أن تعلم أن كلما تواضعت مطالباً في حياة ازدادت فرصة السعادة والرضا ..

و لك أن تحكم علي نفسك بالوحدة و التعاسة و التعلق بآمال عسير المنال أو تراجع نفسك وتحاول مصلحة الفتاة التي جرحتها أو تواضع مطالبك و تغير مفاهيمك ...

******************

سارة يحيي محمد