طـــفلتــي
أنا يا سيدتي شاب في الثامنة
والعشرين من عمري خريج أدب قسم لغة فرنسية لكن مجال عملي الفعلي هو الأستاند أب
والتمثيل و أصبحت علي قدر كبير من الشهرة ..
و علي موقع التواصل كانت هناك
فتيات كثيرة مما يحبون التلاصق بالمشاهير و أنا لا أحب هذا فكنت لا أرد إلا في
الضرورة و لكن فيهما فتاة تعرفت عليها بطريقة الصدفة و جمعاً حديث عمل و أصبحت أحب
حديثها و ثقافتها و كلماتها الجميلة كانت كاتبة موهوبة للغاية و أحببتٌ مساندتها و
تفهمها لي و عدم فرض نفسها بأي شكل علي حياتي بل كانت تتلمس الكلمات حتى لا تغضبني
أو تصلني بشكل خاطئ إلي أن اقتربنا من بعضنا و لم أجرؤ علي طلب مقابلتها ولا أعرف
لما لكن تركت كل شيء لله سبحانه وتعالي .
و في أحدي عروضي كانت هي موجودة
لم أعرفها بالطبع لكن أحسست وجودها و في استراحة العرض جاءت فتاة رقيقة جميلة تسلم
عليه و كانت هي عرفتها من أول كلماتها سعدت برؤيتها و هي أيضا ، يمكنني أن أصف لكِ
مدي جمال لامعة عينيها العسليتين و لامعة عيني السوداء بلقائها ..
ومن يومها و نحن نقترب من بعض
بتأني و عرفتها علي والدتي و أخي و زوجته كما تمنيت أن أعرف والدها كان رجلاً مثال
للخلق والطيب والتفاهم و أصبحت جزء مني بمعني الكلمة .
الغريب أنها طلبت أن أحكى لها
تجربة خطوبتي السابقة التي صارت يعدها معروف أنني "مش بتاع جواز" و
روايتها لها و رأيت دموع في عينيها و أن أتحدث لها عن حبي القديم و أنخلع قلبي من
مكانه و تأكدت أني أحبها و هممت بالبوح لكن جملتها لجمتني قالت أن خطبتي السابقة
أكبر منها بأربعة سنوات !
و من كثرة حيرتي أخذت أجازة من
كل شيء و سافرت إلي أكثر بلدة أحبها و هي بلدتها "الإسكندرية" و لم
أخبرها بمكاني و أخبرتها أني سأغلي هاتفي ليومين فقط كانت حزينة كما كنتً فقد
أدمنت حديثها و لكن لابد أن أفكر في مأساة لم أكتشفها إلا عندما أخبرتني هي و هي
أن سنها هو التاسعة عشر و أنا في الثامنة والعشرين أنا أكبرها بتسعة سنوات و ظللت
أفكر هل أنا أكبرها بكثير ؟ هل ستندم علي زواجي منها بعد ذلك ؟ كما أن زواجنا
ستسبقه فترة خطوبة لحين تنهي دراستها سكون حينها في الثلاثين و هي الواحدة و
العشرون !
أنا في حيرة و لكني أحبها و هي
أيضا أكد أراها يومياً تجلس علي شاطئ البحر حزينة لغيابي أود أنا أجري عليها و لكن
أخشي عليها من الوجع أنها طفلتي ، أشعر كأني مسئولاً عنها ؟
فهل يجوز أن أتزوج طفلتي يا
سيدتي ؟؟
******************************
الرد علي كاتب الرسـالـة:
نعم يا سيدي يجوز أن تتجوز و
تحب طفلتك الجميلة ..
صدقني التاسعة سنوات التي
بينكما لا تستحق عذابكما و شوق كلاً منكما للأخر و دموعه و حيرته ، أنه فرق طفيف و
طالما استطعت أن تصل إلي عقلك و قلبك و أن تصل أنت إلي عقلها و قلبها فما المشكلة
إذا ؟
أنك تكبرها و هذا هو المفترض
الطبيعي في العلاقة بين الرجل و المرآة المشكلة ستكون لو كانت هي في الثامنة
والعشرين و أنت في التاسعة عشر و لكن حمد لله ليست موجودة ..
أنها بكت من مشاعرك القديمة لخطيبتك
السابقة و هي تعلم أنها أصبحت طي النسيان فمعني هذا أنها تحب بكل جوارحها و تغير
علي من تحب بكل ذرة في كيانها ، فهل تترك من تحبك كل هذا الحب لأجل فرق ليس
موجود؟؟
اليوم لا غداً أذهب إليه عند
الشاطئ و قول لها أحبك مرات و مرات و أصرخ ليعرف الجميع أنها لك و أنت لها ، ثم
حددوا سريعاً موعد خطبتكم و استمتع بسنتين أو ثلاثة من أجمل سنوات العمر ولا تضيع حب
كهذا أبداً ..
والآن أعيد عليك الجملة بثقة
نعم يجوز أن تتجوز طفلتك لتصبح طفلتك و حبيبتك و زوجتك ..
أسأل الله أن يوفقكما في حياتكم
العملية و العاطفية دوماً
لك ولها تحياتي العميقة ...
****************************
ســــارة يحــيي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق