تقدمت بخطوات ثابتة رشيقة واثقة
إلي غرفة مكتبه الفخم
طرقت الباب طرقة واحدة صغيرة ثم
دلفت بهدوء ..
كان عطرها نفاذ قوي فمجرد
دخولها أدر وجه لها ثم ابتسم و أطلق صفير إعجاب فكانت ترتدي أنق الثيابِ و أفتنها
مما جعله يفقد جزءً من أعصابه و هو يقترب منها .
جلست علي الأريكة الكبيرة واضعة
ساقاً فوق الأخرى و رسمت علي شقيها ابتسامة مثيرة جذابة و بصوت أطح به عقله قالت
:
" كيف حالك "
اقترب منها أكثر وجلس جانبها قائلاً:
" عند رؤيتك أكون بأفضل
حال"
ابتسمت ساخرة و باغتته قائلة:
" و برؤية صديقتي تكون
أيضاً بأفضل حال ، أليس كذلك ؟ "
ابتلع أنفاسه و رسم بصعوبة
ابتسامة علي ثغره :
" ماذا .. ماذا تقصدين
بحديثك؟"
ابتسمت كابتسامة كيد حواء المشهورة
و نهضت من مجلسها قائلة:
" ذئبً كريه .. تقول لها أحبك
و تقول لي أحبك .. وربما هي أيضاً تعلم وصامتة مستمتعة بلعبتك عليا .. كلاكما غدار
خائن لا يستحق الحياة "
تلعثم قليلاً ثم ابتسامة باستهانة
قائلاً بلا مبال :
" إذا قد علمتِ كل شيء و لا
مجال للكتمان الآن "
تنهد و هو ينهض من مجلسه متجه إلي
مكتبه قائلاً بنفس نبرته :
" عزيزتي أنا و صديقتك ليس
بينا حب و لكن بينا ما هو أمتع و لن نستطع أن نترك بعضنا .. إذا إرادتي أن تستمري معي
عليكِ بقبول الأمر و إذا لم تتقبلي فإليك الاختيار يا حلوتي "
ثم جلس علي مقعده وضعاً قدمه فوق
الأخرى :
" و لكني متيقن أنك تذوبني
عشقاً به و لن تستطعِ تتركي "
ابتسمت بخبث و سارت تجاه ببطء حتى
صارت أمامه ، فقوسها بذراعيه فاقتربت منه و همست :
" نعم لا أستطيع تركك ، ولكن
أنت تستطيع "
و مع آخر كلماتها غرست نصل سكين
حاد أخرجته من حقيبة يداها ، غرزته في قلبه تماماً فشهق شهقة عالية وفارق الحياة ، فأخرجت
السكين من مكانها وهي تبتعد عنه فانطلق شلال دماء مغرقاً المكتب و ما حوله ، فقفزت
السكين أرضاً و أخرجت من حقيبة يداها وردة حمراء وضعتها أمامه و خرجت بهدوء و ثقة مثلما
دخلت ...
عندما آتي المحقق إلي مكان الحادث
وجد الجثة الغارقة في دمائها و أداة الجريمة و وردة حمراء مبللة، لم يفهم مقصدها و
لم يجد أي بصمات غير بصمات القتيل ..
هو لن يجد شيء ملموس بالعقل يدينها
أبداً ، لكن إن استخدام قلبه ربما عرف سر هذه الوردة الحمراء المبللة التي هي بمثابة
اعتراف منها بجريمتها ، فهي كوردة حمراء تبكي و تنفطر آلماً علي خيانة حبيبها !
فأقررت أن ننتقم منه وتبعده عنها،
هي لا تستطيع أن تتركه و لكن هو يستطيع , و قد فعلتها و أبعدته عنها و لتريح ضميرها
تركت ما يشير إليها عل أحد يفهم و لكن هي واثقة أن لا أحد سيتفهم اعترافها و لكن هذا
كيد السناء الذي عظمته الأديان و هو لم يحترس منه !!
و حتى المحقق و الجميع لم يحترسوا
من كيدها
أو
اعترافها ...
تمت
***************************
سارة يحيي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق