الأربعاء، 10 يوليو 2013

إعتراف






تقدمت بخطوات ثابتة رشيقة واثقة إلي غرفة مكتبه الفخم

طرقت الباب طرقة واحدة صغيرة ثم دلفت بهدوء ..

كان عطرها نفاذ قوي فمجرد دخولها أدر وجه لها ثم ابتسم و أطلق صفير إعجاب فكانت ترتدي أنق الثيابِ و أفتنها مما جعله يفقد جزءً من أعصابه و هو يقترب منها .

جلست علي الأريكة الكبيرة واضعة ساقاً فوق الأخرى و رسمت علي شقيها ابتسامة مثيرة جذابة و بصوت أطح به عقله قالت :

" كيف حالك "

اقترب منها أكثر وجلس جانبها قائلاً:

" عند رؤيتك أكون بأفضل حال"

ابتسمت ساخرة و باغتته قائلة:

" و برؤية صديقتي تكون أيضاً بأفضل حال ، أليس كذلك ؟ "

ابتلع أنفاسه و رسم بصعوبة ابتسامة علي ثغره :

" ماذا .. ماذا تقصدين بحديثك؟"

ابتسمت كابتسامة كيد حواء المشهورة و نهضت من مجلسها قائلة:

" ذئبً كريه .. تقول لها أحبك و تقول لي أحبك .. وربما هي أيضاً تعلم وصامتة مستمتعة بلعبتك عليا .. كلاكما غدار خائن لا يستحق الحياة "

تلعثم قليلاً ثم ابتسامة باستهانة قائلاً بلا مبال :

" إذا قد علمتِ كل شيء و لا مجال للكتمان الآن "

تنهد و هو ينهض من مجلسه متجه إلي مكتبه قائلاً بنفس نبرته :

" عزيزتي أنا و صديقتك ليس بينا حب و لكن بينا ما هو أمتع و لن نستطع أن نترك بعضنا .. إذا إرادتي أن تستمري معي عليكِ بقبول الأمر و إذا لم تتقبلي فإليك الاختيار يا حلوتي "

ثم جلس علي مقعده وضعاً قدمه فوق الأخرى :

" و لكني متيقن أنك تذوبني عشقاً به و لن تستطعِ تتركي "

ابتسمت بخبث و سارت تجاه ببطء حتى صارت أمامه ، فقوسها بذراعيه فاقتربت منه و همست :

" نعم لا أستطيع تركك ، ولكن أنت تستطيع "

و مع آخر كلماتها غرست نصل سكين حاد أخرجته من حقيبة يداها ، غرزته في قلبه تماماً فشهق شهقة عالية وفارق الحياة ، فأخرجت السكين من مكانها وهي تبتعد عنه فانطلق شلال دماء مغرقاً المكتب و ما حوله ، فقفزت السكين أرضاً و أخرجت من حقيبة يداها وردة حمراء وضعتها أمامه و خرجت بهدوء و ثقة مثلما دخلت ...



عندما آتي المحقق إلي مكان الحادث وجد الجثة الغارقة في دمائها و أداة الجريمة و وردة حمراء مبللة، لم يفهم مقصدها و لم يجد أي بصمات غير بصمات القتيل ..

هو لن يجد شيء ملموس بالعقل يدينها أبداً ، لكن إن استخدام قلبه ربما عرف سر هذه الوردة الحمراء المبللة التي هي بمثابة اعتراف منها بجريمتها ، فهي كوردة حمراء تبكي و تنفطر آلماً علي خيانة حبيبها !

فأقررت أن ننتقم منه وتبعده عنها، هي لا تستطيع أن تتركه و لكن هو يستطيع , و قد فعلتها و أبعدته عنها و لتريح ضميرها تركت ما يشير إليها عل أحد يفهم و لكن هي واثقة أن لا أحد سيتفهم اعترافها و لكن هذا كيد السناء الذي عظمته الأديان و هو لم يحترس منه !!

و حتى المحقق و الجميع لم يحترسوا من كيدها

أو

اعترافها ...

تمت



***************************
سارة يحيي محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق