الجمعة، 26 يوليو 2013

" أقنعة الحب " كتاب إلكتروني علي حلقات 4

الـــوهـــم






عزيزتي أن مشكلتي رغم صغرها في وجهة نظر البعض إلا أنها تمثل فارقاً كبيراً لي و أرجو منكِ أن ترشدني إلي حلها الصحيح ..
أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري أنهيت دراستي في كلية التجارة بتفوق و تعينت في أحدي مكاتب إدارة الأعمال و أحضر الآن دراسات عليا ، و أنا من بيئية متوسطة ميسورة و جميع أفرادها علي درجة لا بأس بها من العلم و يشغلون وظائف محترمة ..
و في أحدي الأيام كلفني صاحب العمل بالذهاب إلي مشفي طلب صاحبها دراسة جدوى لتوسيعها و ضم عدد مباني فيها و بالفعل ذهبت للمعاينة و أثناء عمل الدراسة اكتشفت وجود أخطاء قد أملاها لي السكرتير انتقاماً في صاحب المشفي و الذي أبلغني هو فني معمل هناك لا أعرف كيف توصل لرقم هاتفي و لكنه أتصل بي و أخبرني بذلك وقد شكرته بحرارة لما لمسته فيه من دامسة في الأخلاق ، و عملت منه أنه يذاكر كي يلتحق بكلية العلوم عن طريقة معادلة و عرضت عليه مساعدتي و وافق مرحباً ، وبدأت أساعده و تقربنا من بعض لكن هناك فجوة أشعر به في حديثنا فأحيانا أتحدث عن الأدب أو الفن أو الموسيقي هو  يفهم حديثي لكن لا يجاريني في الحديث ولكن بخلاف ذلك فهو علي خلق و خفيف الظل .
و ذات يوم أهدني كتاب في الأدب وجدته بداخله جواباً يعترف لي فيه بحبه و يسأل هل هناك أمل لو واحد في المليون كي أبادله شعوره .
حينها أخبرني والدي بأن أكف عن مساعدته لأنه يضيق كثيراً من اتصالاته في البيت و لم أرد عليه ولكن صارحت أمي بجوابه و قالت لي أنه ليس من مستوي العلمي أو الاجتماعي بعبارة صريحة لا يناسبني أبداً ، و أنا حائرة لا أعرف إن كان حديثها صحيحاً أم لا و لا حتى أعرف حقيقة شعوري أنا أحب محادثته و استمتع بفكاهته لكن حين أتطرق لموضوع ولا يجاريني فيه أو يفهمه أتضايق و أنهي الحديث ، جميع من أخبرتهم قالوا مثل أمي و أنا مازلت حائرة و أنتِ طوق النجاة الأخير لي .
فما رأيك؟؟ ...
**********************

الرد علي كاتبة الرسالة :
سيدتي إن جملتك الأخيرة قد علقت في رقبتي حملاً ثقيل و مسئولية كبيرة يعنني الله علي أن أكون جديرة بها و لا أتسبب في قول ما يضرك ، ولكنني أعدك بأنني سأخبرك كل أعرفه و ما أره في صالحك ..
سيدتي أنكِ تعيشي في وهم من الحب ، لأنكِ لو كنتِ تحبين فعلاً لما احترتِ أو ترددتِ أبداً
هو شخص ذو خلق طموح طيب خفيف الظل أنا معكِ في كذلك لكن الحب له اعتبارات أخري و أهمها التفاهم بين الاثنين أنكِ تشعرين بفجوة بينكم لا يبادلك أحاديثك لا يفهمك و يحدثك فيما تحبين و هذا يضايقكِ يشعركِ بنقص كبير ، صحيح لا أحد كامل و لكن هناك أشياء عندما تنقص تسبب فشل في العلاقة و تترك مكانها فجوة كبيرة كالتي عندك ، لذا وبكل ثقة أقول لكِ أنكِ تتوهمي هذا الحب هو فقط شخص ساعدتِ و حديثتي كثيرا فأحبتي هذا الإحساس لكن الفجوة بينكم جعلته يتلاشي و جوابه أعاد نصفه مع حيرتك التي تؤكد أنه وهم ..
الحب يا سيدتي هو تكامل الطرفين في كل شيء مستوي اجتماعي و ثقافي و أسري صحيح أنا ضد المستوي الاجتماعي و الأسري لكن هذه عادات المجتمع الذي نحيا فيه و حتى إن لم تكن فيه فهي موجودة عند بعض الناس و تسبب في الغالب مشاكل كثيرة بين الطرفين ، البعض يقرر الانفصال و البعض يبقي متمسك كلاهما بالآخر لكن تأكدي أن أحدهما مجروح حد السماء ..
لا أطيل عليكِ أكثر كل ما هناك هو أن رأيي هو أن تبتعدي عنه بعد تشرحي له موقفك و أنكما غير مناسبين و بعدها بفترة قصيرة جداً ستعودني للحياة بأمل جديد في لقاء شريك الحياة ..
تحياتي لكِ ...     

***********************

ســـارة يحيي محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق