الأحد، 7 يوليو 2013

غرام أرملة !!





عزيزتي محررة باب بريد القراء...

أنا السيدة هـ .ع ، في الثامنة والعشرين من عمري ، مدرسة لغة إنجليزية ، أرملة ولدي طفل عمره ستة سنوات .

أنا يا سيدتي أرملة منذ خمس سنوات حينها كان طفلي لم يتجاوز شهره السادسة و كان لم يمر علي زواجي عامين ، تعذبتٌ وقتها كثيراً فقد تزوجت بعد قصة حب كبيرة و شملتنا السعادة بعد أن توجنها بالزواج و لكن شاء القدر أن تنهني سعادتنا قبل إتمام العام الثاني و من بعدها تعذبت كثيراً و أظلمت حياتي فقد أصبحت وحدي بطفل لم يتجاوز نصف عام لكن والدتي الحبيبة أطال الله عمرها لي ساندتني بكل عزمها و لم تتركني أبداً و تركت شقتها و انتقلت تقطن معي و اعتنت بطفلي و بي أيضا ، وبمرور الوقت تقبلت الأمر و اعتادته حياتي الجديدة و عودتٌ إلي عملي و ما عدتٌ أذكر زوجي بالبكاء بل أذكره بالرحمة و أدعو له بالمغفرة و صارت أحيا أنا و والدتي و ولدي حياة طبيعية تماماً ..

إلي أن جاء ذلك اليوم منذ تسعة أشهر كانت والدتي عند شقيقتي في الإسكندرية لتكون جانبها حين تضع جنينها ،و هو  يوم استيقظ أبني علي صوت عربة النقل و أصوات الأقدام و الأشياء التي تحدث في الشقة التي أمامنا و التي لم يكن سببها سوا جارنا الجديد المطلق ، و التي نشأت بينه وبين طفلي علاقة جميلة و بريئة للغاية فقد كان شخصاً محترماً ذو أخلاق حميدة و ودوداً و مثقف و يحب الأطفال كثيراً فهو لم ينجب من زوجته السابقة لأنه كما قال عنها سيدة مستهترة غير مسئولة ، و ذات يوم طلب مني أن يصطحب أبني إلي الملاهي و بعد إلحاح وفقت و اتفقنا علي لقائه هناك تحسباً لحديث الناس الذي لن يتفهم ذلك الموقف النبيل منه ، فأنا أخشي الزحام كثيراً و أخاف علي أبني كثيراً جداً لهذا لم أكن أصطحبه إلي الأماكن التي يرغب في الخروج إليه كأي طفل و هذا كان سبب في تقاربي من جاري ..

و بعد تلك اليوم صارت علاقة بينا هادئة كجارة وكجارته لم يتجاوز حدوده معي قط أو يجرحني لأي سبب ، كنت أعد له الطعام و أرسله مع طفلي الذي يجلس معه ويداعبه كأن يفعل معه ما لم أستطع أنا ولا والدتي فعله و هو دور الأب و كان أبني يحبٌ كثيراً و أنا أطمئنت له بعد فترة وجيزة ، كنا نتبادل الحديث من النوافذ بهدوء و كان يعجبني حديثه جداً كما كان يساعدني دوماً عند أي موقف أتعرض له .

و عندما عادت والدتي تم التعارف بينهم و أحبته هي الأخرى و كانت هي من تعد له الطعام الذي يرغب فيه كأبنها و عندما آتت و والدته لزيارته أصر أن تتعرف بوالدتي و قد كانت جلسة عائلية جميلة تشعرك بأناس حولك ومعك دائما ، ولن أنكر عليكِ تعلقي الشديد به كإنسان قل ما تجدي في هذه الأيام .

و بعد وقت فاجأني بطلب الزواج مني لا أعرف كيف أصف ليكِ شعوري كم هائل من المشاعر و الضغوط  احتاجني ، فا من جهة أنا أحتاج رجل ليربي أبني معي و هو يحتاج لأب و أنا لا أنكر أنني أحتاج لشخص يكون بجانبي دائماً و لكنني لم أتصور وجود رجلاً غير زوجي معي و أخشي أن يضيع مني أبني إذا تزوجت مع العلم أن أهل زوجي لم يطلبوني به أبداً ولم يتحدث أحدهم عن عدم زواجي فقد يأتون ليسلموني معاش زوجي بكل ود ولكنني خائفة من هذا الشيء ،  و أيضا زوجته السابقة التي آتت إلي مكان عملي و توعدت بالأذى لي إذا لم ابتعدت عنه بعدما عرفت من والدته أنه تقدم لي و أنها تبارك زواجنا و خائفة من حديث الناس ..

لذلك ابتعدت و ذهبت أنا و أبني ووالدتي إلي شقيقتي في الإسكندرية منذ  فترة ولكنني أشتاق إلي حديثه كثيراً و أشتاق إليه كثيراً جداً ، ولكني مازلت خائفة حائرة ؟؟؟

******************

 

عزيزتي هـ.ع ..
أنتِ تخشين من أشياء ليست لها أي أهمية أو وجود من الأصل
فأهل زوجك لم يطلبوكِ بالطفل و لم يتحدث أحدهم بشأن زواجك و ليس من حقهم أن يتحدثوا من الأصل ، فهذا سبب لا وجود له من الأصل .
أما بشأن زوجة جاركِ فهي كمن يصطاد في مياه عكرة ليس في يدها أي شيء لتفعله ما دمتِ لم تخطئ هي فقد تحاول إبعادك عنه فلا تعريها اهتمام .
أم بسبب حديث الناس و هم ما يجعلكِ حائرة فدعني أخبرك بثقة إن الناس دوماً تتحدث عن بعض ولم و لن تتوقف و الخطأ هو أن نعيرهم انتبه أو نجعلهم ذات أهمية ، فصحيح أننا لسنا نحيا وحدنا ولكن ما دمتِ  ستتزوجين علي سنة الله ورسوله فليما تعيري حديثهم اهتمام      
الخطأ إن توقفي سعادتك بسبب حديثهم ! فهم يتحدثون عن بعضهم البعض دائما ، الجميع يتحدث و لكن علينا نحن أن نفكر من نعيره اهتمامنا ومن نركله بحذائنا .
و عن شعورك أنكِ لن تتخيل رجلاً غير زواجك الراحل فهذا طبيعي و لكن يجيب أن تستمر حياتك وحياة طفلك الذي يحتاج إلي أب بفترة قصيرة سوف تعتاديني علي جاركِ ، فأنتي تحبينه وتطمئني وهو جوارك و اشتياقك له دليل كبير علي حبك .
و إن كنتِ لا تصدقين راجعي رسالتكِ لتعرفي كم تحبينه .
سيدتي لا تضعين سعادتك بأسباب لا وجود لها ، فالسعادة و الراحة و الاطمئنان و الحب لن يأتوا معاً إلا مرة واحدة فلا تتركيهم يضيعون ...

******************

سارة يحيي محمد  





هناك تعليقان (2):

  1. اذا وجدتي في هدا الشخص زوجا صالحا وابا لابنك لا تترددي في الموافقة اجعلي نفسك سعيدة عيشي حياتك فالحياة هنعشها مرة واحدة فقط لا تضيعي عمرك وحياتك في اوهام المستقبل فاالمستقبل بيد الله ولكن الحاضر معنا

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله في ردك يا أستاذة وفاء
      متشكرة للمتابعتك
      نورتى ^_^

      حذف