أقنــعة الحـــب
15 قـصــة حـــب
مــقــدمـــة
دوماً المقدمات ثقيلة محيرة فهي
بداية الكتاب و عنوانه لهذا تقف عندها طويلاً و لكنني عزمت علي كسر هذه القاعدة ،
فقررت كتابة ما يجول بخاطري عن هذا الكتاب ..
هذا الكتاب هو كتيب صغير جداً
يجمع بين طياته خمسة عشر مشكلة كان سببها الحب ، بعضها واقعية تماماً أخذتها علي
ألسنت أصحابها و بعضها مشكلات تحدث في إطار مجتمعي أو إطار مجتمع صديقاتي فأخذتها
كما هي دون زيادة و الآخر منها مشاكل أرها من الممكن أن تحدث أو حدثت فعلاً بسبب
الحب لهذا كتبتها من وحي خيالي تجسيد لما أره ممكناً أن يحدث بسب الحب ..
أنها أولي التجارب لي في نشر
الكتب و كلي أمل أن لا تكون الأخيرة ظ، فالكتب لها سحر الخاص جداً ..
أخشي من الفشل في هذه التجارب
بل أخافه و لكن روح التحدي دخلي أقوي من إحساسي بالفشل ،كما أن الأمل مازال يدفعني
بعيداً عنه ..
أقنعة الحب؟!
تعريف الحب هو أنه ليس له تعريف
، كل شخص مناً يعرف الحب بطريقته الخاصة و يعيشه كما يريد ..
في القصص و الروايات الغرامية
مئات التعريفات و المرادفات للحب و هناك آلاف الكلمات الدالة عليه و لكن يظل بلا
تعرف بلا هواية محددة كشخص يجيد التخفي بألف وجه و يستطيع أن يتحدث بكل لغة وجدت
ليس له بصمة أو علامة أنه شيء روحاني غير ملموس يخطي قلوبه و يتجاهل قلوب شيء
مزاجي جداً لا يأتي دون صعب ولا يرحل دون وجع ولا يبقي دون خوف لكن لا أحد ينكر أن
تلك هي لذة الحب كما يأكل برتقالة حلوة لكن حدقتيها تجعلها شهية أكثر ..
أن الحب هو سر الوجود ، أن كل
شيء يتم صنعه بحب يكون نتاجه أجمل و أنقي و أصفي ، فأنا أؤمن أن الإنسان القادر
علي العطاء للحياة هو الإنسان القادر علي الحب ، قادر علي أن يعدل و يرحم و يدافع
و يرفق بكل مخلوقات الكون ..
و مفهوم الحب الإنساني هو أوسع
و أشمل من مفهوم العاطفة التي تربط بين رجل و امرأة فمشاعر الأم تجاه طفلها و
مشاعر الطفل تجاه أمه و أبيه و مشاعر الأب تجاه أبنائه و الأخ تجاه إخوته و الصديق
تجاه أقرب أصدقائه ، لكن مفهوم العاطفة و الحب بين الرجل و المرأة هو أعمق من الحب
الإنساني ،فالأم و الأب و الأبناء و الأخوة يكون حبهم طبيعية فطرية تنمو بعشرتهم
لبعض و لكنها في الأصل موجودة كبانية لديها أساس ثابت ..
لكن الحب بين الرجل و
المرأة أعمق بكثير ، راجل و امرأة روحين
جسدين شخصيتين كيانين يمتزجّ بفعل الحب ليصبح كيان واحد كيف و لماذا هاتين الاثنين
معاً دون غيرهم و لما ؟ لا إجابات لا تعريفات لا شيء سوي أنهم وقعوا في بحر الهوى
سوياً دون أن تكون هي امرأة أو أن يكون هو رجل آخر ..
و الحب العاطفي بين الرجل و
المرأة هو شكل من أشكال الحب الإنساني لكنه شكل متعدد الألوان كقوس قزح يختلف فيه
طريقة التعبير عنه و يختلف قناعه باختلاف تلك الطريقة ، مليء بالأقنعة الحزينة و
السعيدة و الحائرة و المتألمة ، أقنعة كثيرة و قناعك لن يخرج بينهم أوقات نبقي
مخيرين و أوقات آخر مسيرين لكن دوماً تبقي النفس البشرية وليدة الحب كما قال
الفنان الإيطالي "ليوناردو دافنشي " :
"كلما عظمت النفس
الإنسانية .. زاد الحب عمقاً "
و كلما زاد العطف و العدل
والرحم والرفق يكون ذلك دليلاً علي كثرة القلوب المحبة و المثالية ..
حتى الأديان السماوية كلها
أليست في جوهرها تدعو للحب و الرحمة و العدل و الرفق والسلام ؟ و ألم يكن الأنبياء
المصلحون جمعياً محبين للبشر و الإنسانية و قادرين علي العطاء و التضحية و احتمال
الأذى من أجلنا ؟
إن الحب ليس لهو تعريف واحد أو
مفهوم بعينه نستطيع تعريفه بيه فهو يختلف في الأشكال و الأسباب و طريقة التعبير
عنه و لكنه في النهاية يبقي سبب وجود الإنسانية و البشرية ، فهو داء و دواء و جنة
و جحيم و أشواك و أزهار ..
في النهاية يبقي كل هذه من الحب
الصادق .. و إن اختلفت المجالات و تنوعت الطرق و الأساليب و تعددت الأقنعة ..!
**************************
قصيدة أقنعة الحب
رقعة الشطرنج
في رقعة شطرنج حمراء
يقف الملك و الوزير متجاورين
حائرين في أمر تلك الملكة
التي ظهرت واختفت فجأة
لم يروا منها سوي رداءً أحمراً ملفوف
علي خصرها في رقة بالغة
و شعر أسود منسدل علي كتفيها
في فوض هادئة
و قناعاً تخفي به وجهها
لم يظهر منه سوي عينيها الساحرة
لؤلؤتين بنيتين
تسلب لبٌ كل من يري ضوئها
تنظر للملك كغزالة شاردة
شهية مثيرة مفعمة
و هو الصياد الذي واجه الوحوش و الأهوال
لم يستطع مقاومة عيون الغزال
و اتجه إليها بخطوات شاردة كفريسة تترنح إلي صيادها
و لكنه لم يجدها اختفت الملكة ذو القناع بعد أن سلبت
كل ما ينبض في الملك
فوقف حائراً هو و وزيره عن أمر تلك
السيدة
ما سبب قناعها ؟ ومن هي ؟
و ما سره سحرها ؟
ألم يفهم بعد أن الحب يلعب معه بالأقنعة
تلك ملكته الحسناء الساحرة
هي فقط ارتدت أحدي الإقناع
أقنعة الحب الخادعة
**********************************
ســـارة يحيي محمد
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق