عزيزتي نادية ..
لم أكن أريد أن أستعمل كلمة
"عزيزتي" بل أردت أن أستعمل كلمة أخري ، كلمة أقرب إلي شعوري الحقيقة
نحوك ولكنس تراجعت احتراماً لرغبتك بأن أعاملكِ كصديقة و لأني خفت أن أخفيكِ مني و
أنا أعرف أنه من السهل أخافتك من السهل بشكل مؤلم ، مؤلم لي علي الأقل ..
و هذا أيضاً سبب ترددي في
الكتابة إليكِ و لكن اشتياقي لكلماتك وحديثك
لم يترك لي الاختيار ولم أستطع كبت نفسي أكثر ، و عندما أحن إلي كلماتك أحن
إليك ، وبصراحة أنا لا أنقطع عن الحنين إليك ..
أكاد أركِ تبتسمين الآن ، فأنتِ
لا تصدقيني . أليس كذلك؟ أنتِ لا تثقين بي و تقيميني بيني وبينك الحواجز .. أنتِ
لا تريدين أن تنطلقي و أن تتركي نفسك علي سجيتها لأنكِ تخشين التعلق بي ولا تنكري
هذا
فأن نكرتي أنتِ فعينك حين
تلتقين بي عند عودتي تنطق بالشوق و أري فيها لامعة لا تظهر إلا لي أنا وحدي فقط .
و لكنكِ خائفة أن تذوبي في هوي
، و يفني كيانك في كياني و تستمدي مني الأمان و الثقة و أن أمنعك من عمل ما تحبني
ثم تكتشفي أنكِ كقطة عاشقة في غرفتي و ليس معكِ مفتاح .
و أنا أحبك و أريد منكِ أن
تحبيني و لكني لا أريد أن تفني كيانك في كيان أي شخص حتى أنا و لن أمنعكِ عن عمل
ما تحبين بل سأشجعكِ دوماً و أكون سنداً ليكِ في كل شيء ، و لا أود أن تستمدي ثقتك
في نفسك مني أو من أي شخص أريدها نابعة من دخلكِ مستمدة من الله إلي نفسك
حتى لا يحطمكِ أحد و أن يكون
أمانك هو قربك من الله و دعني أن أكملكِ و أغطي نقاط ضعفك و أكون ثقتكِ و أمانكِ
قي الأرض ، لقد خلقنا الله لنكمل بعضاً ألم تري ذلك في كل ما حدث بيناً ؟ .. إنكِ
مخلوقة من ضلعي يعني أنك جزءً مني يجيب أن أحمي و أشعره بالأمان و يشعرني بالأمان
فأنتي تكملين و أنا أكملكِ و حين إذا تحقق ذاك فقط تحققين السعادة فأنتِ تعيسة يا
حبيبتي ، وقد حاولتِ لم تستطيعي أن تخفي عنك تعاستك .
لقد حبستِ في الدائرة التي يحبس
فيها أغلب البنات ، دائرة السيد ، دائرة التوجس والخوف فأنتي تخفين أن أفني كيانك
و أجعلكِ تاءاً علي حروفي و لكن أنا أؤمن بوجودكِ و بأهميته في المجتمع و في البيت
و أعلم أنكِ تكرهي العادات التي جعلت النساء تابعة فقط للرجال و يكرها كل من يحب و
كل من يتمني مستقبل أفضل له ولشعبنا ووطننا ..
أنا غيرهم و أنت تعلمين هذا
جيداً و لكني تخشي الاعتراف به لأن عندها ستقعِ في حبي و تكتملين بي ، لا تعاندي مشاعرك
كثيراً و تأكدي أنني لن افعل سوي ما هو في مصلحتكِ كما وعدتكِ .
و تذكري أول مرة تقابلني فيها وكم
كنتِ متحمسة للحديث معي و لم أمل حديثك من وقتها بل أني أشتاقٌ إليه و أنتِ تحرمني
منه حين أسافر و حتى في عودتي تختلقين أعذار كي لا نتحدث و أعلم أنكِ تتعذبي مثلي لعدم
حديثنا و لهذا لم أكبت نفسي أكثر و بعثتٌ إليكِ بهذا الخطاب لأتمتع بالحديث إليكِ فقط
و لكي تعلمي أني أعد الليالي الباقي حتى أعود إليكِ و يجتذبنا أطراف حديث لن ينتهي
أبداً .
و أخيراً
انطلقي يا حبيبتي و أفتحي الباب
علي مصراعيه و اتركيه مفتوحاً و هناك فيه ستجدين انتظارك علي طريقنا لأني أثق بكِ و
أثق في قدراتك علي الانطلاق و السير في حتى تصلي إلي وحدك لأنها هذا الطريق الوحيد
الذي يجيب أن تسيري فيه وحدك .. و لأني لا أملك سوي الانتظار .. انتظرك...
**********************
دي ثاني فكرة بعد بريد القراء هتكون ثابتة في المدونة ، الفكرتين من محض خيالي غير مؤخذتين من أي شيء ..
"ما يحمله ساعي البريد"
سارة يحيي محمد
15/7/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق