النجـوم البـعـيدة
أكتب إليكِ بعد أن ضاقت بي جميع
السبل، أنا يا سيدتي في السابعة والعشرين من عمري حاصلة علي لسانس أدب من القاهرة
، في عامي الرابعة من الجامعة تقدم لي مهندس شاب وسيم علي خلق و رغم أنني لم أكن
أعرفه إلا أنني ارتحت له تكررت مقابلتنا ثم تمت خطبتنا و كانت أسعد أيام حياتي و
لا أنكر أني تعلقت بيه وهو أيضاً حتى فترة ما بين كتب الكتاب والزواج كانت جميلة و
عشت في أحلام وردية و في بداية زواجنا كنا أسعد زواجين في العالم و افتتح زواجي
بجانب عمله في مؤسسة كبيرة مكتب للاستشارات الهندسية و كانت حياتنا مستقرة سعيدة
لكن بعد سنة بدأ يتغير ، أصبحت ردوده مختصرة و حديثه قل و وجوده في المنزل قل و
كلما سألته كان يتحجج بعمله و كنت أصمت ..
إلي أن جاء يوم و جاءت عندي
صديقة تخبرني بأن زواجها كان عند زوجي في مكتبه و رائه مع سكرتيرته في وضع غريب في
مكتبه تجلس علي ركبتيه ، صدمت و لكنني لم أتصرف بغباء بل ارتديت ثيابي و ذهبتٌ إلي
مكتبه ، عندما دخلت إلي المكتب وجدتها نظراتها كانت تتحداني أو تسخر مني و لكني لم
أعبء بها و دخلت إلي زوجي وعلمت أنه يخونني ، نظرات عينيه كانت منكسرة و لم أجل أي
شيء وجهته و لم يخاف أو يرتبك حتى بل قال أنه حقه الطبيعي و أنها تفعل له أشياء
صارت لا أستطع فعلها و أنه يريد أن ينجب و أنا لم أنجب بعد لم أرد عليه تركته
وخرجت وهي كانت تقف أمام الباب تنظر لي بمنتهي السخرية !!
ذهبت إلي البيت أخذت ثيابي و
سافرت إلي الإسكندرية و اتصلت به لأخبره
أنني اكتشفت صباح اليوم فقط أنني أحمل في أحشائي جنين لا يستحقه و أغلقت الهاتف في
وجه رغم توسلاته ..
أنا في بيت صديقتي أقيم معها و
هي مرحبة جداً بوجودي خصوصاً أنها أرملة ولديها طفل يعني أنها وحيدة و تريد من
يؤنسها ، و لا أعرف ماذا أفعل كل ما أعرفه أنه لا يستحق أي شيء فقد خانني دون وجه
حق ، أنا في حيرة ولا أعرف ماذا أفعل و والدتي تقول أنه يأتي كل يوم نادماً باكياً
، فهل أسامحه بعد ما فعله ؟
****************
الرد
علي كاتبة الرسالة:
أنهم
الرجال يا سيدتي كما يطلقون عليهم الأطفال الكبار ، فيجيب أن تعامليه كما تعاملي
طفلك تدللي و تهتمي به و تمنعينه عن ألعابه و ترغبينه فيها !
الخطأ
التي فعل تلك الفجوة بينكما هو أن نار غيرتك عليه قد بردت فقد تزوجتِه و انتهي
الأمر أصبح لكِ و لكن أي الأشياء تظل
معناً للأبد يا سيدتي!
مشكلتك
حلها أن تكوني مثل أيام خطبتكم تحدثي في كل أموره و إن أسطتعتِ أن تكوني معه في كل
خطوة فلتفعلي ذلك أن تهمي بشئونه جمعياً و تتمنعي عليه و أنتِ ترغبين به تشعري
أنكِ لستِ ملكاً له مهما حدث منه تشعري بأنك ستبتعدي عنه إذا جرحك أو أخطأ في حقك
و الأهم تشعري بحبك و اهتمامك بالإنجاب منه و تطلبي منه الذهاب لطبيب و آخر حتى
يتأكد من مدي حبك لا أن تتركي كل شيء هكذا لمجرد أنكم تزوجتم ..
لا
تجعلي الزواج نهاية للحب ، بل اجعلي الزواج هو بداية لمرحلة جديدة في الحب !!
لن
أطيل حديثي أكثر من ذلك و نصيحتي الأخيرة لكِ ، هي أن تجمعي ثيابك و تعودي إلي
بيتك ثم تذهبي لمكتب زوجك و تطردي سكرتيرته إن كانت مازلت هناك و تدافعي عن بيتك
بكل ما لديكِ من قوة ، ثم تجلسي مع زوجك و تخبري أن الفترة القادم بينك هي شبيه
بفترة الخطبة أي سيعطي كلاً منكما فرصة للأخر لكي يعود الحب مجدداً قبل أن يولد
طفلكم الذي و بلا شك سيعوده بقدر أكبر لكن يجيب أن يأتي للحياة في منزل مليء بالحب
و التفاهم ، جربي في هذه الفترة أن تعرفيه من البداية وتعرفي كل شيء يحبه و كل شيء
يمقته وهو كذلك و اهتمي بكل شئونه و راعيه كطفل و رغبيه فيكِ كأنثى يجيب أن تكون في
أعيون زوجها كل النساء لكن تمنعي عنه الآن
حتى تتخطوا تلك الفترة لتعود بكم لحياة مليئة بالحب و السعادة و التفاهم ،
سامحيه يا سيدتي فالعفو من صفات الخالق و لكن سامحيه بعد أن تعاقبيه و تعاقبي نفسك
..
تحياتي
لكِ
**************************
ســـارة يحيي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق