ارتدت فستان طويل كما طلب منها
و وضعت حجابها البسيط و أخرجت حقيبتها بصعوبة من الغرفة و وجدته يقف أمام باب
الشقة مبتسم يضحك مع ليلي كانت حلته سوداء أنيق و نظارته التي تزيده وسامة غير
طبيعة و عادت قلبها للدق لكنه حين لمحها أفكرت أنيابه و اتجه إليه يحمل الحقيبة
فقالت له بهمس:
"أزيك يا دكتور "
أجابها باقتضاب و هو يبتعد :
"كويس"
ضبطت نفسها قوة كي لا تبكي و
سارت خلفه حتى الشارع اتجهت تركب سيارة خالها فصممت ليلي أن تركب مع عمرو و هي
تركب مع خالها ، ما جرحها هو عدم مبالاة عمرو لكنها تمالكت نفسها وركبت معه و طوال
الطريق لم ينبث بحرف أو حتى ينظر لها و عندما أوقف السيارة ترجل ليشتري شيئاً
يأكله أحضر لها معه لكنه لم يسألها ماذا تفضل لذلك لم تأكل و هو لم يصر و من كثرة
إرهاقها الذهني ذهبت في النوم ..
نظر لها عمرو ثم أغلق نوافذ
السيارة و التكيف كانت كالهرة البريئة الناعمة لكنها كاذبة و حيت تذكر شعر بغضب
هائلة كاد أن يضربها لكنه تمالك غصبه و أكمل طريقه دون أن ينظر لها ..
فتحت عينيها علي أصوات سيارات و
أناس حركت يدها فوجدت شيئاً فوقها و حين فتحت عينيها وجدت سترة عمرو كانت رائحته
قد التصقت بها كم كانت منعشة وجذابة لها و قبل أن تشرد فيها ألقت نظر عليه لتجده
يبتسم بسخرية فأعادت السترة له و سألته بحرج:
"أحنا فين"
"أحنا علي أول
العزبة"
أخذت نفساً عميقاً كي لا تبكي
علي معاملته لها و تذكر نفسها بأنها هي من أقحمت نفسها في هذا .. نظرت أمامها لتجد
مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء كان منظرها خلاب أنيق و فجأة وقفت السيارة و وجدت
عمرو يترجل منها و يحتضن فتاة جميلة و يقف يتحدث معها ويبتسم تملكت نفسها بما تبقي
لها من قوة و نظرت إلي الأسفل محاولة التفكير في أي شيء آخر و فجأة سمعت صوت البنت
:
"أهلاً يا عروسة ..ممكن تنزلي
و ترجعي وراء بس"
رفعت رأسها للفتاة التي تتكلم
وهي تقف بجانب عمرو في سعادة ثم نظرت إلي عمرو الذي قال بملل و هو يفتح باب
السيارة:
" ما تنزلي يا نهلة ترجعي
وراء "
كانت تستطيع الرد كانت قادرة
علي أخرسهما معاً لكنها استسلمت للصمت في بعض الأوقات يكون الصمت هو أبلغ أنواع
الكلام كما أنها لا تريد المشاجرة معه فأعصاها لم تعد تتحمل أي شيء لذلك هبطت من
السيارة بهدوء و فتحت الباب الخلفي و جلست منكمشة وراء المقعد الثاني بينما صعد
عمرو و الفتاة جلسوا يتضاحكون و يتهامسون آخذت تنظر لهما و تبتسم بسخرية و أدارت
وجهها إلي النافذة تتطلع إلي الزراع و البسط الأخضر كانت عزبة كبيرة بحجم لا يصدق
و شعرت بهيبة عمرو و عائلته و ضاءلتها أمامه أغمضت عينيها و تنهدت بضيق حين سمعت
صوت الفتاة الضاحك:
" معلش بقي يا عروسة عمرو
واحشني أوي بقي له كثير منزلش و أنا متعودة أقعد جنبه وكده عشان كده نزلتك "
لم تجيب نهلة أيضاً بمعني أدق
أن هناك بعض الأحاديث صالحة فقط للاستماع و كان هذا واحداً منهم و كما يتجاهل عمرو
ع كل شيء يخصها تجاهل أيضاً ذلك الحديث و أكمل حديثه معه :
" بس أنتي رجعتي أمتي من
السفر يا منال"
" يذوب كأم يوم بس مش
عارفه ليه ما فيش حد قالك"
لمس أناملها بحنان قائلاً:
" لو كنت أعرف كنت سبت كل
حاجة عشانك وجيت "
" و الله أنا مش ليا حد
غيرك هنا حتى شريف يذوب جه أخذني من المطار
جبني علي هنا و بعدها ولا شوفته و كأني مش مرآته"
حادثت نهلة نفسها بعد سماع جملة
تلك التي تدعو منال أنها زوجة شريف الابن الوحيد لعم عمرو الثاني إذا كيف تحادثه
بتلك الحميمة و لماذا يفعل عمرو ذلك أيضاً أصبحت لا تعرف شيء أبداً هي تريد أن
تغمض عينها و عندما تفتحهما مرة آخري تجد أن كل هذا محض من الخيال و أنها تجلس عند
ليلي في هدوء و سعادة لم تحظي بها في حياتها لكن عندما فتحتهما وجدت أن عمرو مازال
يتضاحك مع منال و نسي وجودها بالمرة أرجعت رأسها للخلف و أغمضت عينيها ، و بعد
دقائق طويلة سمعت أحد أبواب السيارة يغلق فتحت عينيها لتجد أن السيارة متوقفة أمام
بيت أشبه بالقصور التي تظهر في أفلام الخيال العلمي و عمرو خارجها مع منال كادت تبكي
هو حتى لم يبلغها بوصلهم لتخرج و كما اعتادت أمسكت نفسها وخرجت وقفت أمام السيارة
تنظر للبيت بانبهار كان المنزل له بوابة كبيرة غير بوابة العزبة نفسها لطن بوابة
البيت تبعد مسافة كبيرة عن المنزل الذي يقف في الوسط وحوله مساحة شاسعة جداً علي
يمين المنزل حوض مياه أشبه بمجري مائية في بدايته شجرة يخرج منها الماء يصب في
المجري الذي لم تستطع عينيها رؤية أخره فيكفي أنه يبعد عن المنزل بمسافة كبيرة
لكنها تسمه برؤية المجري و علي يسار المنزل خمس مقاعد و طاولة أنيق و تبعد عنهم
أرجوحة كبيرة أما المنزل نفسه أشبه بالقصور ملئ بالغرف و النوافذ و كبير إلي حد لا
يصدق ، كانت تنظر له بانبهار حتى شعرت يد أحدهم تلمسها استدارت لتري ليلي تقف
جانبها و تبدو علي ملامحها الضيق ثم سألتها بضيق :
"مين دي اللي مع
عمرو"
تنهدت نهلة و نظرت أمامها :
" منال مرات شريف أبن عم
عمرو ده علي ما فهمت يعني "
أردفت للي متسائلة ضيق:
"و مالهم لاصقين لبعض كده
ليه"
"مش عارفه "
نظرت ليلي بغضب لنهلة وابتعت
عنها تسلم علي والدة عمرو ثم عمه و تقدم خالها ثم هي كان سلاماً حاراً أدخلتهم إلي
البهو الأنيق جداً كان واسعاً إلي حد لا تستطع أن تراه كله لكنها أجلستهم أمام سلم
البيت الداخلي و رحبت بهمها و أجلست نهلة جانبها قائلة بسعادة:
"أهلاً يا نهلة يا حبيبتي ..
عاملة أيه"
ابتسمت نهلة:
"الحمد لله يا طنط .. أخبار
حضرتك أنتي أيه؟"
"أنا مبسوطة بكي أنتي و عمرو
يا حبيبتي "
نظرت نهلة لعمرو الجالس مع منال
بعيد عنهم فنظرت شمس أيضاً لهم و كمن شعرت بالإحراج لها ولنهلة فرطبت علي كتفيها
قائلة بحنان:
"أطلعي استريحي ساعة عقبال
الإفطار أنتم من أمبارح في الطريق "
ابتسمت نهلة بحزن و رطبت علي يد
شمس :
" حاضر يا طنط"
نادت شمس علي حنان لتحمل حقائب
نهلة وليلي إلي الدور الثالث صعدت قبلهما و عدها نهلة وليلي كان القصر به خمس
أدوار كاملة كان كبير بحد لا يصدق جعلها منبهرة به تماماً و وقفت عند الغرفة
الثالث في الدور الثالث و التي وقفت عندها حنان وفتحتها و أنزلت حقيبة نهلة ثم
قالت :
" دي أوضتك يا ست نهلة و
اللي بعدك أوضة مدام ليلي"
قالتها و خرجت تضع حقيبة ليلي
في الغرفة الأخرى بينما اقتربت ليلي من نهلة قائلة بحزم:
"أبقي أسالي خطيبك عن منال
دي "
تنهدت نهلة وقالت :
"أفرضي مش قالي ولا أحرجني
"
" نهلة ده ها يبقي جوزك
لازم تعرفي تصرفاتهم مع بعض مش حلوة و الكل لاحظ "
"حاضر يا خالتو حاضر"
توجهت ليلي بعصبيتها لغرفتها
بينما عادت حنان تسأل نهلة بابتسامة كبيرة :
" تأمري بحاجة ثانية يا ست
نهلة"
ابتسمت نهلة و رطبت علي كتفيها:
"ربنا يخليكي يا .."
" حنان يا ست نهلة"
" ربنا يخليكي يا حنان ..
بس أنا ها أنام و أبقي صحيني لما الأكل يجهز"
" عيني يا ست نهلة .. نوم
العافية و الحصة"
" متشكرة"
خرجت حنان بهدوء و طلعت نهلة
للغرفة كانت كبيرة جداً بها خزانة ثياب كبيرة و سرير أنيق في الوسط و أثنين من
الكومودينه بجانبه أحدهما علي اليمين و الآخر علي اليسار و علي بعد خطوات الجزء
الثاني من الغرفة الذي ينفصل عن الجزء الأول بدرجتين يوجد ه مكتب متوسط الحجم عليه
أوراق و أقلام و بعد خطوات كبيرة منه مقعدين و أريكة و في وسطهم منضدة متوسطة
الحجم و في الركن بين الجزء الأول و الثاني من الغرفة منضدة عليها تلفاز بحيث تستطيع
إداراته للأمام أو الخلف و في اليمين باب آخر اتجهت إليه وفتحته كان مرحاض متوسط
أنيق للغاية به كل ما يخطر علي بال أحد أغلقت الباب مرة آخري و اتجهت نهلة لحقيبتها حملتها و أوقفتها أمام
الخزانة ثم خلعت حجابها و حذائها و قررت النوم حتى الطعام ثم تأتي بعد ذلك لترتب
أغراضها ،اتجهت إلي الشرفة الموجودة في الغرفة أزاحت الستارة و دلفت كان منظر
المجري المائية النقي و البسط الأخضر يبعث عن الارتياح تنفست نسمات الهواء النقية ثم
أغلقت الشيش و تركت الزجاج لكنها أزحت الستارة عليه و
اتجهت إلي الفراش و أزاحت
الأغطية و نزلت تحتها و راحت تلطم نسمات الهواء وجنتيه و ثوان وذهبت في سبات النوم
...
*********
العيون تلاحقها وهي تسير في ممر
الجراحة بدلال غاضب كانت تشتط بالغضب والضيق فطبيبها الوسيم في أجازة طويلة لا
تعرف هل هي تشتاق له أم لوسامته و ماله المفرطين لا تهتم بهذا كل ما تفهمه هو أنها
تريد أن تراه الآن شعرت بخنق لأن أجازته مفتوحة ووحده الله يعلم مدتها ، اتجهت إلي
غرفة الممرضين و جلست خلف مكتب صغير أنيق تنهدت بضيق فدخلت سماح متسائلة:
" مالك يا بنت يا
لبني"
نفخت لبني في الهواء:
" عمرو سافر في أجازة
مفتوحة"
ضحكت سماح قائلة بسخرية:
" الدكتور الوسيم سابك يا
جميل"
نهرتها لبني بضيق:
" مش ناقصة كلامك يا
سماح"
"و أنا اللي كنت ها أقولك
علي خبر حلوة ها يخليك تشوفي"
نهضت من مقعدها تركض تجاه سماح
برجاء:
"قولي يا سماح والنبي
"
" بصي يا سيتي دكتور كمان
أسبوع ها يشتغل في الوحدة اللي عندهم و محتاجة أثنين ممرضين من هنا "
" بجد "
" آه بجد روحي قدمي
طلبك"
ركضت مبتعدة عنها لتقدم طلبها
إلي إدارة المشفي ولم تكلف نفسها بشكرانها حتى لكن الجميع اعتادت إن لبني تأخذ فقط
ولا تعطي أي شيء إلا لو كانت تعلم أنها ستأخذ مكانها هي خلقت فقط للأخذ ...
******
جلسوا جمعياً حول مائدة الطعام عدا
نهلة كانت ليلي و علي يجلسون مع والده عمرو وعمه في بداية المائدة و في أخرها عمرو
مع منال يتهامسون بصوت منخفض جداً ضايقت ليلي و أيضاً شمس فصاحت متسائلة:
" مش تسأل عن خطبتك"
انتبه عمرو لحديثها فأداره رأسه
ناحيتها:
" يا أمي ما حنان قالت
نايمة لما تصحي تأكل"
نظرت له ليلي بخنق لكنها لم
تعلق فقالت شمس :
" تحبي أصحيها تأكل معنا
"
همست ليلي بتفكير:
" من الأفضل نسبها نايمة
"
نظرت شمس لعمرو الذي يضحك و
يتهامس مع منال بشكل حميم قائلة بحدة:
" فعلاً الأحسن تفضل نايمة
"
و لم ينتبه عمرو لنظراتهم أو
خنقهم كان كل ما يشغل باله منال و حديثهم حتى أنه كاد ينسي وجود نهلة حتى ذكرته
والدته و سرعان ما تنسي وجودها مع منال ...
******
سمعت صوتاً قادماً من بعيد لم تتضح
ماهيته أو حديثه شيئاً فشيء بد واضحاً يقول :
" ست نهلة .. صحي النوم "
وضعت نهلة أناملها علي رأسها
محاولة لفتح عينيها لتري الذي يتكلم ومرة آخري عاد الصوت :
" كل ده نوم يا ست نهلة ..
أصحي و فوقي كده "
فتح عينيها بصعوبة لتري حنان
بابتسامتها الكبيرة المشجعة نهضت و جلست نصف جلسة قائلة بصوت يغلب عليه الكسل:
" صباح الخير يا حنان
"
ضحكت حنان قائلة:
" صبح أيه يا ست نهلة أحنا
داخلين علي المغرب "
"ياه .. أنا نمت كل ده "
" نوم الصحة يأرب"
أزاحت الأغطية و نزلت من الفراش
متسائلة:
" ليه سبتني نايمة و مش
صحتني "
" والله حاولت مرة جيت
الثانية الدكتور عمرو قال سيبها"
تنهدت بضيق من سوء معاملته الذي
سيلاحظه الجميع إذا استمر عليه لكنها قررت محادثته علي الأقل يحسن معاملتها أمامها
إلي ينتهي هذا الدور السخيف التي تقوم به، وضعت يدها علي كتف حنان قائلة:
"أنا ها أدخل أخد حمام و
أغير و أطلع أرتب حاجاتي و أنزل علي طول"
"أدخلي خدي الحمام أنتي يا
ست نهلة و أنا ها أرتب لحضرتك كل حاجة "
"رنا يخليكي يا حنان بس
بلاش ست نهلة كفاية نهلة بس"
" يا خبر مش ها أقدر طيب
أقولك آنسة"
ابتسمت لها:
" حلوة آنسة"
ابتسمت حنان ينما اتجهت نهلة و
أخرجت من حقيبتها بنطال جينز أبيض و تيشرت قطني وردي دون أكمام و ستره يضاء قطنية
قصيرة و دلفت إلي الحمام ..
بعد دقائق خرجت و شعرها الحالكة
المبلل مسترسل علي كتفيها في نعومة و وجنتيها وردتين و شفتيه كحبة الفراولة
الطازجة فقالت حنان:
" بسم الله ما شاء الله
قمر يا آنسة نهلة والله"
ابتسمت لها و هي تمشط شعرها:
" الله يخليكي "
مشطته جيداً و اتجهت إلي
الخزانة التي رتبتها حنان أخرجت حجابها الوردي البسيط و اتجهت للمرآة ترتاديه و
ألتفت تردي حذائها المطاط و استدارت لحنان التي أنهت ترتيب الفراش قائلة:
" يالا ننزل"
خرجت نهلة وتابعتها حنان بعد أن
أغلقت باب الغرفة ،كان المنزل هادئاً سكاناً نزلت الدرج إلي البهو الذي لم يكن
بداخله أحد فسألت :
" أمال الناس فين"
" الست ليلي والست شمس ناموا
من بعد الغذاء و سي الأستاذ علي راح يتمشي مع عم الدكتور"
وقفت نهلة أمام الدرج لا تعرف
أين تجلس فأشارت لها حنان:
" الأكل علي السفرة في
الأوضة اللي هناك "
اتجهت إلي الغرفة التي تقع في
الجهة اليميني من البيت كانت طاولة الطعام كبيرة أنيق تتوسط الغرفة و تأخذ طولها
بينما توجد نوافذ علي الجانب اليمين اتجهت نهلة لتجلس علي رأس الطاولة أمام الطعام
قد كانت جائعة هي لم تأكل منذ يوم ونصف ، شرعت تأكل بنهم حتى سمعت أصوت ضحك عالية
فسألت حنان التي تقف جانبها:
" أيه الصوت الضحك ده يا
حنان"
نظرت حنان إلي النافذة ثم
ابتلعت أنفاسها و قالت بتردد:
"ده الدكتور عمرو"
رعت نهلة أحدي حاجبيها قائلة
بدهشة:
" بيضحك لوحده كده بعدين
هو مش نايم"
ابتلعت أنفاسها ثم همست:
" لا مش نايم"
نظرت لها نهلة بنفاذ صبر:
"أمال فين و أيه الصوت
ده؟!!"
أشاحت حنان بوجهها عن نهلة قائلة
صوت منخفض:
"أصل الدكتور عمرو متعود
ينزل المياه بعد المغرب هو و الست منال "
تركت نهلة المعلقة تسقط في
الطبق محدثة صوت رنة عالية ...
يـتـبـع ...
تصرفات عمرو مع منال غريبة اوى خصوصا فى مجتمع صعيدى
ردحذف