الجمعة، 2 أغسطس 2013

" أقنعة الحب " كتاب إلكتروني علي حلقات 11

قطرات الجمر 








أنا معيد بأحدي الكليات النظرية تعينت عقب تخرجي فيها و افتتحت مع زميل لي مكتب للاستشارات و تحسنت أحوالي المادية و بدأ أهلي يلحون عليّ بالزواج و رضخت لهم ، فرشحوا لي أحدي الفتيات كانت في مقتبل عمرها خريجة كلية الآداب هادئة إلي حد يفقدك أعصابك ولكنها طيبة و علي قدر من الجمال ارتحت للأمر فخطبتها ..
و في أول زيارة لي جلست مع شقيقتها تلك الفتاة الشيقة المرحة الساخرة و هي في السنة الثالثة من كلية التجارة كانت جميلة وشقية وتضحكاني كثيراً و خطيبتي صامتة لا تتحدث معي دوماً هادئة ، و في كل جلسة كانت تأتي بشقيقتها معها حتى أصبحت جلستها معاً هي ما يأتني إلي منزل خطيبتي و في بعد الليالي كنت أشعر بحاجتي للحديث مع خطيبتي في الليل كما يفعل كل من في هذه المرحلة و حين أحادث خطيبتي كانت تصمت حتى أمل و أغلق الخط ، و كنت وقتها أفكر في شقيقتها و مرحها و السعادة التي تملئ أي مكان تكون فيه ، و اقتراح أهلها أن نخرج معاً حتى نفك تلك التماسك بينا و حين خرجنا جلبت معها شقيقتها رغماً عنها فكانت تري شقيقتها أن يجب أن نخرج وحدنا لكنها أصرت علي خروجها معاً و رضخت هي لأرادتها ، و خرجناً إلي أحدي المقاهي وجلسنا كلنا حول طاولة فحاولت شقيقتها أن تنسحب و تتركناً لكن خطبتي أبت ذلك وجلست معانا ، كانت خطيبتي صامتة و أنا و شقيقتها نتحدث و نضحك و اقترحت أن نذهب لتمشي علي شاطئ البحر و ذهبنا كنا نضحك و نجري و خطيبتي صامتة تنظر لنا كأننا أطفال .
كانت خروجه سعيدة جداً مع شقيقتها ليست مع تلك الباردة أبداً ، حاولت أن أمنع نفسي من الوقوع في حب شقيقتها ولكن لم أستطع وحين شعرت بهذا فعلت ما يفعل الرجال تركت خطيبتي حتى لا أظلمها أكثر من ذلك أو تظلمني هي في حياة لا أريدها ، وتفهم أهلها تماماً حين قولت أنها لا تبادلني أي شيء و حاولوا  أصلح الأمر و لكن لم يجدي معي و هي لم تهتم أصلاً أو خيل لي هكذا المهم أنني أنهيت الموضوع ..
لكني كنت أذهب يومياً لرؤية شقيقتها من بعيد في جامعتها ، كم أحبها و أشتاق لحديثها و يوماً ما لم أستطع و دخلت إليها رحبت بي ببشاشتها و رقتها و كم دق قلبي لرؤيتها فطلبت منه أن يهدأ ، وجلست معها في مقهى الجامعة حاولت أن تحادثني علي أن شقيقتها الكبرى طباعها الهدوء والصمت و أخبرتني أني نقيدها تماماً و لن نصلح لبعضنا كم هي عاقلة و طفلة في نفس الوقت جلسنا نتحدث ساعات و أخبرتها أن صداقتنا لن تتأثر فأكدت لي ذلك رغم محاولتها للإصلاح ، و ترددت عليها مرتين بحجج واهية و أظنها كشفتها وحدثتها مرة ليلاً كم رائع ذلك الشعور أن تظل طوال الليل تحادث شخصاً تحبه و أغلقت ومن يومها تتهرب مني ، كدت أجن و لاحظ الجميع ذلك و بعد أن مر أسبوعين لا أرها فيهما في الجامعة ، حتى ذهبت يوماً صباحاً و جلست انتظرها و رأيتها أوقفتها و أنا فاقد لأعصابي تماماً و شرعت أسالها بحدة أين هي ؟ ولما لا ترد علي اتصالي ؟ و شرعت أسئلة و صوتي يعلو والجميع ينظر حولنا فطلبت منها أن تأتي معي تمنعت في البداية ولكن رعدت صوتي أرجعتها و صارت معي و أدخلتها  سيارتي و انطلقت بها إلي أحدي الشوارع الهادئ و أوقفت السيارة و مرت بينا لحظات صمت طويلة حتى رأيتها تبكي بصمت و دموعها تنزل كأمطار علي أرضً وردية ، فخرجت من السيارة دون أن أتفوها بكلمة و ذهبت للسوبر ماركت و أحضرت علبة مناديل و زجاجة مياه غازية و عدت لأجدها مازلت تبكي قدمتهم إليها فمسحت دموعها و فتحت لها الزجاجة و أخبرتها أني أسف لعصبيتي ولكنني كدت أجن من فقدها و لما صارحتها بحبي لها بكت أكثر فتوسلت إليها أن تهدأ و أن بكائها يمزقني ، فهدأت و أخبرتني أنني خطيب شقيقتها فقولت أنني كنت و قالت لي و هي تبكي أن هذا لن ينفي ما كان فأسرتها لن تقبل و حتى الناس من حولها سيتهمونها بأنها أخذتني من شقيقتها فسألتها هل تحبين فبكت و هي تخبرني أنها لهذا تتهرب مني فهي تحترم شقيقتها و أسرتها هدأتها و أوصلتها لمنزلها و طلبت منها أن ترد عليّ ولا تتهرب مني مجدداً  و سأجد حلاً ، و كرجل أخبرت أمي برغبتي و بكل ما حدث أخبرتني أنها تتفهم شعوري و شعورها و لكن أسرتها و ما حولنا كيف لهم أن يتقبلوا هذا سيقولون عنها أنها خائنة لشقيقتها ورغم أن خطبتي لم تسمر إلا قليلاً ولا أحد يعرف بها إلا العائلة لكن هم يكفون و والدي أطال الله عمره أخبرني أنه كان يشعر أنها هي من يناسبني ولكن برغم طيبة أهلها هل يقبلون؟ و ماذا عن شقيقتها ؟ ،
لكنها آتت و جلست مع والدي و أحبتها أمي أكثر من ذي قبل و والدي أيضاً لكن المشكلة قائمة و أنا أحبها و هي تحبني لكنها خائفة ..
فما الحل ؟؟

**********************


الرد علي كاتب الرسالة :

لقد وقفت أمام هذه الرسالة طويلاً لا أعرف أين الخطأ ومن المخطئ ولكنني توصلت لحل ربما يريحكم جمعياً من حيرتكم ..
الحل هو المواجهة
حدد جلسة مع أسرتك و أسرتها تكون فيها جميعكم حتى شقيقتها خطيبتك السابقة و أحكي الموضوع كما حدث معكم و تناقشوا فيه بمنتهي الهدوء لا تتدخلوا أحد ولا تسمعوا رأيي أحد الموضوع برمته يخصكم جمعياً إذا تفاهم الأسرتين و اقتنعوا بأن الله ألف بين قلوبكم فضعوا حديث الناس تحت أحذيتكم كما قولتٌ من قبل الناس تتحدث دوماً ولن تكف هن الحديث و إن لم يقبلوا فالخيرة فيما أختاره الله لكم  ..
صدقيني يا سيدي ليس عندي حل فعال أكثر من هذا لأن مبدئي في الحياة هو أقصر  طريقة بين نقطتين هو الخط المستقيم ، و هذه المواجهة ستوفر عليكم عذاب الانتظار و الحيرة والتفكير في القادم و عذاب الألم إن لم يكن لكم نصيب في بعضكما المواجهة يا سيدي هي الحل ..
مع خالص تمنياتي بالتوفيق لكما ...



*******************


سـارة يحيي محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق