الأربعاء، 21 أغسطس 2013

"حـذاري من الحــب" نوفيلا 6







تعالي صوت رنين هاتفها فأستأذن منها و أؤمت له برأسها فابتعدت عن الشرفة قليلاً و فتح الاتصال :
" الو يا ماما "
" أزيك يا حبيبي ؟ "
"الحمد لله .. أخباركم أنتم أيه و البلد"
"كله تمام المهم أنت ها لاقيت عروسة و ها تفرحني بقي بك "
" يا ماما أصل الموضوع محتاج وقت و "
قاطعته بعتاب حاد :
"أنت كلها كام شهر و تكمل تسعة وعشرين ناوي تتجوز و أنت كام يا أبني .. مش كده حرام عليك مش كده كام سنة بتحايل عليك و أنت مصمم "
صمت بضع ثوان و تنهدت بضيق ثم قال بحروق ثقيلة :
" خلاص يا ماما أنا لاقيت عروسة بس كنت مستني "
قاطعته مرة أخري:
" ما فيش مستني لازم أجيلك نخطبها "
"حاضر ها أرتب كل حاجة في أيامك و أكلمك"
" و أنا مستنيه علي نار"
" ماشي يا أمي ها أقفل أنا ده الوقت "
" ماضي خالي بالك علي نفسك يا حبيبي"
"حاضر .ز سلام"
"مع السلام يا عمرو "
أغلق الهاتف و نظر إلي كوب الكاكاو و إلي نهلة من خلف ستائر الشرفة وهي تنظره تطلع إليها بنظرات ثاقبة لدقائق طويلة ...
أفاق من شروده عندما رائها تململ في وقفتها فأدخل الهاتف في جيبه و فتح الستارة و دلف إلي الشرفة فابتسمت هي و نظرت له بطفولية :
"أنا قولت ضربت علي الكوبية و خلاص مش ها ترجع "
اقتبس ابتسامة من ضيقه فظهر شبح ابتسامة حزينة و راح يتطلع الشارع الفارغ قائلاً:
" لا يا سيتي مش بضرب علي كوبيات فاضيه "
نظرت له بطفولية و راحت تلعب في أصابعها سائلة أيا :
" مالك!؟ "
نظر لها ثم عاد ينظر أمامه هامساً:
" مالي !!"
تبادلت النظر بينه وبين أصابع يدها قائلة :
"أصلك كنت بتضحك من شوية ولما أتكلمت في التليفون رجعت متغير يعني !"
تنهدت ثم همهم :
" دي أمي"
"مش قصدي والله "
" عارف "
تنهدت بحرج ثم قالت :
"طيب أنا ها أدخل عشان عندي جامعة بدري "
مد لها الكوب و رسم علي شفتيه شبح ابتسامة :
" ماشي تصبحي علي خير "
تناولها منه و هي تهمهم :
" و أنت من أهله "
قالتها و دلفت خارج الشرفة و أغلقتها بعد أن ألقت نظرة عليه وجدته فيها غارق في شروده فسارت حاملة الكوب في اتجاه المطبخ حتى أوقفتها ليلي :
" كنتي بتكلمي مين بره كده ! "
" ده دكتور عمرو "     
 رفعت ليلي حاجبها متسائلة :
" مين دكتور عمرو ده ؟"
قال نهلة بملل :
" دكتور عمرو صاحب معتز "
" و ده عرفتي منين إن شاء الله"
"يوه يا لولو  لما كان معتز بيعاكسني كان عمرو معه و لما طلعت البلكونة لاقيته وقالي أنه عايز شوية كاكاو بس "
" كاكاو بس .. طيب يا حنينه بلاش كلام البلكونات ده ثاني "
وضعت الكوب علي المنضدة و قالت بضيق طفولي:
" طيب .. طيب "
قالتها واتجهت إلي غرفتها و أغلقتها ورائها برفق ...
*********

استيقظت نهلة مبكراً قبل استيقاظ ليلي آخذت حماماً بارداً و ارتدت بنطال جينز أزرق و ستره مربعات خضراء في بني و حقيبة خفيفة و نزلت دون أن تيقظ ليلي ، نزلت الدرج متململة ببطء حتى وصلت إلي الشارع و أوقفها صوت ساخر :
" حسبي لتخطبتي ثاني"
ابتسمت وهي ترفع رأسها :
"صباح الخير "
وضع عمرو يده في جيب بنطاله وابتسم قائلاً:
"صباح النور .. أيه رايحه الكلية "
وضعت هي الأخرى أناملها في جيب بنطالها قائلة بتململ :
"آها رايحه أشتري ورق و كده المفروض أن المحاضرات خلصت و امتحانات و كده "
نظر له و مال قليلاً عليها :
" طيب مش عايزه حد معاكي"
"لا"
"أصل أحنا بدري أوي و الشارع فاضي و ممكن حد يضايقك "
" ها أعرف أتصرف متقلقش "
" نهلة بجد ممكن نتمشي لحد جامعتك "
"عمرو مش .. أصل يعني "
" مش ها أكلك يا نهلة ده غير أنى صعيدي يعني أكثر حد يحافظ علي اللي معه"
"أقنعتني"
"إذا هيا بينا "
ابتسمت نهلة و انتظرت أن يغلق عمرو سيارته و يذهب معها ، كانت سعيدة للغاية أنها المرة الأولي التي تحادث رجل من قبل كان حياتها منغلقة كئيبة خائفة و كأن وسمة عار تعيبها و تعيقها عن أي شيء لا تدري هل هي عدم ثقة أم خوف لكن الأكيد شعورها بعدم انتمائها للمجتمع الذي خلقت فيه ، تنهدت بضيق و انتبهت لحديث عمرو :
"أنت بتكلم في أيه "
نظر لها بطرف عينيه:
"أنتي مش معايا بقي "
"سوري سرحت و بعدين أحنا وصلنا الجامعة أنا ها أدخل أشوف الحاجات بقي .. شكراً علي التوصيلة "
" العفو "
ابتسمت له و دلفت جامعتها بينما ذهب يجلس في المقهى بجانب الجامعة طلب فنجان قهوة و شارد في البحر الظاهر من بعيد حتى أفاق علي صوت رنين هاتفه :
"الو "
"أنت فين يا عمرو ؟ .. صحيت لاقيتك نزلت "
" معلش يا علي كان لازم أعمل اللي قولتلك عليه بالليل"
"أنت لسه مصمم علي التخريف ده يا عمرو"
"ده حلي الوحيد يا علي المهم أنت كلم معتز يأخد ليا أجازة أنها رده "
"طيب يا عمرو أجل كلام لحد ما ترجع و نتكلم ثاني "
" طيب سلام "
"سلام"
أغلق هاتفه و نظر أمامه بحيرة و شرود ...
******
تقف أمام أصدقائها شاردة يلوحون لها بالأوراق و هي ساهمة فضاقت صديقتها شيماء بها فأخذتها بعيدة و نظرت لها متسائلة :
"مالك سرحانة في أيه أنها رده "
استدارت تنظر إلي الفراغ :
" أبداً يا شيماء "
" قولي يا نهلة مالك "
" بعدين أنا لازم أمشي ها أبقي أكلمك ها "
" طيب أنا ها أشوف حاجة و أمشي "
"طيب .. باي "
"باي"
تركتها و سارت تجاه باب الجامعة تفكر فيما حدث صباح اليوم مؤنبة نفسها علي مجيئها مع عمرو تنهدت ورفعت عينيها لتجده أمامها بنطاله البني و قميصها الكاكاوي و سترته التي يحملها خلف ظهره ابتسم و اتجه إليها فسبقته قائلة:
" أنت لسه هنا"
"اللي جابك يروحك"
نظرت للأسفل و عبثت بأصابعها :
" مش لازم علي فكرة"
"يالا يا نهلة أنا أصلاً رايح لمعتز يالا بقي "
" طيب أتفضل قدامي "
" هي حصلت طيب يالا يا سيتي يالا"
سارت معه بين الشوارع و الميادين فتناست شرودها و فكرها و أخذت تضحك و تتحدث تارة عنها و تارة عنه ثم أوقفها و أحضر لها آيس كريم كما تفضل فتنحنحت شاكرة :
" متشكرة "
ألتهم قطعة من بسكوته ثم قال :
" العفو "
ألتهم بعض منه ثم أردف :
"أنتي مخطوبة مرتبطة بتحبي أي حاجة كده "
"لا و أنت "
" مش عارف"
"أزاي"
" زي الناس ما في حاجات كثير الناس مش عارفها"
"غموض!"
"لماضة"
انفجرت نهلة ضحكاً وشاركها عمرو و عادوا للحديث مجدداً حتى وصلوا إلي بداية الشارع ، كان منظرهم كعاشقين و هذا لم يعجب ليلي التي كانت تقف في الشرفة في انتظار نهلة لم يعجب المنظر فانتظرتهما حتى اختفوا داخل البانية و اتجهت لتفتح الباب منتظرة إياهم ..
كانت تصعد الدرج مع عمرو الذي كان يعلو صدره و يهبط بسرعة ، فضحكت قائلة:
"أيه يا حاج صحتك علي أدك "
وضع عمرو أناملها علي صدره قائلاً:
" ده من كثر الضحك و سلم أنا أيه جابني هنا "
ضحكت نهلة و نظرت للأعلى لتجد علي واقفة منتظرة و علي ملامحها علامات الضيق و الغضب و تابعتها بصوت غاضب:
"نهلة مين ده "
نظرت لعمرو الذي قال بهدوء :
" دكتور عمرو صاحب معتز جاركم "
أردفت ليلي بنفس لهجتها :
"و كنتوا فين سوا يعني و ليه"
ابتلعت نهلة أنفاسها قائلة :
"كنا مع بعض عشان ... "
قاطعها عمرو قائلاً:
" كنت معها عشان افتحها في أني عايز أتقدملها ..."
"أيه"
قال معتز تلك الجملة و هو يقف علي السلم المقابل و خلفه نادية والدته فارتعشت نهلة و أوقعت من يدها و تشتت ملامح ليلي و ضاقت ملامح عمرو و أصبح الجو متوتراً ...


يــتــبع ...

هناك 6 تعليقات:

  1. ممكن سؤال انا عارفة ان النوفيلا بتبقي عدد فصولها قليل
    ممكن اعرف هو لسه كام فصل علي النهاية
    لاني عايزة اقراءها عجبتني بس مش هعلرف غير لما تنتهي
    شكرا

    ردحذف
    الردود
    1. آه طبعا ممكن 100 سؤال مش واحد
      فعلاً النوفيلا عدد فصولها بيترواح ما بين 3 أو 5 فصول بالكتير
      لكن أنا بنزل هنا أجزاء صغيرة يعني مقسمة الفصل علي كذا جزء لأني بحاول أكتب يومياً
      فأن شاء الله هي فضلها 3 أجزاء و تخلص
      يعني هتبقي 18 جزء لو جمعتهم علي فصول يبقوا 4 فصول
      أسفة للتأخري بس الكتابة اليومية متعبة شويه تقدري تقرئيها كامل يوم الاثنين الجاي
      شكراً لمتاعتك :)

      حذف
    2. في انتظار النهاية لقرائتها

      حذف
  2. إنهارده نزل الجزء 18 و الاخير
    أتمنى تعجبك و تسيبلي رأيك اللي مهم بالنسبة ليا
    شكراً علي الانتظار :)

    ردحذف
  3. عمرو فجر مفاجاة كبيرة يا ترى رد فعل ليلى و نهلة هيكون ايه

    ردحذف
    الردود
    1. أممممممممممم كملي قراية هتعرفي :)
      منورة

      حذف