السبت، 3 أغسطس 2013

" أقنعة الحب " كتاب إلكتروني علي حلقات 12


 
هـاويــة التسرع 







أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من عمري موظفة بأحدي الهيئات المرموقة ، و نشأت بيني و بين زميل لي بالعمل صداقة قوية كان يصغرني بتسعة سنوات ، بعد فترة وقعت في حبه و هو أيضاً وعرض الزواج عليّ وهو لا يعرف سني لأن مظهري يوحى أنني في العشرين من عمري و عندما أخبرته سني صدم لكنني أنسيته الموضوع و أخبرته بأنه أحبني دون أن يعلم سني و هذا شأن بسيط ، وتقدم لأهلي مانعوا في البداية كما مانع أهله لكن مع ضغطنا وفقوا الاثنين علي مضض ، وتزوجنا في شقتي و أنا التي اشتريت كل شيء و عشنا ثلاثة أشهر في هدوء وراحة ..
إلي أن بدأ يتغير فكان يخرج من العمل وحده و يأتي بعده بساعتين و حين أساله يقول لي أنه في عمل بالخارج و يخرج مساءً و يأتي قبل الحادية عشر ، و أصبح لا يحب حديثي ولا يجلس في البيت كثيراً ..
وفي يوم قررت السير ورائه و انتظرت أن يخرج من العمل وخرجت ورائه ثم رأيته يذهب إلي مقهى و يجلس مع فتاة في رعيان شبابها فثارت أعصابي و فجئته بوجودي و لكنه لم يبدي صدم بل قال في هدوء أنها خطيبته لم أستطع و رحت أعلي صوتي و أكسر أي شيء أمامي فجرني إلي البيت وهو يعتذر لها بهدوء جن جنوني منها و منه ..
و عندما ذهبنا إلي البيت أخبرني أنه اكتشف خطأ زواجه مني و أنني أكبره بعدده أعوام و فوق هذا اكتشف أنني لا أستطع الحمل ، فبكيت له كثيراً فقال أنني كاذبة و أنه سيتزوج حبيبته و يطلقني فخسائري ليست كبيرة لكنني هددته بأنه عند طلقي سيدفع مؤخر الصداق الذي لن يقدر عليه و ضغط عليه بكل شيء حتى صار لي وحدي ، لكن هو يجلس معي في نفس البيت ولا يحادثني أو يأكل معي أو أي شيء ... و لا أعرف ماذا أفعل أني أحبه و أريده لي وحدي فماذا أفعل ؟ 

**************************

الرد علي كاتبة الرسالة :
ماذا تفعلي ؟؟
سيدتي هل سؤالكِ هذا باعتباركِ ليست المذنبة أو المخطئة و أنكِ ضحية زوجك الخائن ، أرجو إن كان هو ليس قصدكِ من السؤال أن تغفري لي حدتي و إن كان لا فهي لكِ ..
يا سيدتي أنتِ مخطئة من كل الجوانب لكنكِ لم تخبريه سنك الحقيقي الذي هو عائق كبير في حياتكم إنك في منتصف الثلاثيات وهو في أوائل العشرينات أنتِ من حقبة و هو من آخري ، ولا تحتمي بزواج أشرف الأنبياء سيدنا محمد لأن لا وجه للمقارنة بينكِ وبين السيدة خديجة رضي الله عنها ، و هو ليس في أخلاق نبينا الكريم لا تشبيهات ولا مقارنة ..
الأمر في واقعنا أصبح لا يحتمل ولا يجوز كما أنكِ أخفتي عليه أنكِ لا تستطيع الإنجاب و كان من حقه أن يعلم ، هذه أرادة الله و لكن حقه هو أن يقرر إن كان في استطاعته العيش دون أطفال أو لا  أن تجبريه علي الأمر الواقع  ، ما زاد الأمر سوءاً منكِ هو أنكِ تهددي بمال لا يملكه لتجبريه علي أن يكون معك ، كم أنتِ حقاً مظلومة لا تعرف ماذا تفعل ؟؟
أنا لا أبرر خيانته لكنني أعتبرها رد فعل لما فعلتي أنتِ به ، و لكل فعل ردة فعل و هذا الرد الطبيعي علي فعلتك ، انه مازال شاب في بداية حياته كان المفترض أن تصارحي بالحقيقة و تبتعدي عنه لا أن يحدث كل هذا ..
سيدتي إليكِ ما تفعلين أولاً أن تنفصلي عنه ولا تطالبيه بمال أنتِ لستِ في حاجة له فمن الواضح أنكِ التي تصرفي علي البيت ، وتبتعدي بما باقي لكِ من كرامة من العمل و تنقلي إلي أي فرع آخر و ابدأ صفي ذهنك و عقلك و قلبك من كل تلك الأفكار و أعرفي جيداً سنك و مكانتك كسيدة و ليست مراهقة يمكنها التصرف بطائش الطفولة ، و أعلمي جيداً هو لا يحبك ولا يريدك و مهما فعلتي فلن تجدي منه مقابل فالأفضل لكِ وله الانفصال و البدء من جديد و نسيان هذه التجربة مطلقاً ..
هذا هو الحل الوحيد الصائب و إن فعلتي العكس ستكون عواقبه فادحة فهو الآن كبركان خامد و في لحظة سينفجر و أول من يحرقه سيكون أنتِ ..
أغفر لي حدتي و قسوتي فأحيانا لا يفيق الإنسان إلا حينا تلطمه الحقيقة في وجه ، و أسال الله  أن أكون أفقتك من غفوتك تلك ..


****************************
ســارة يحيي محمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق