الأحد، 1 سبتمبر 2013

زوجة ولكن " قصة قصيرة"













بخطوات مرتعشة تقترب من باب منزلها .. تجاهد قدميها لتخرج حاملة حقيبتها السوداء الكبيرة .. و قبل أن تغادر لاحت عينيها الزائغتين .. وجدته هناك بجوار الشرفة يضم عينيه بغضب و حدة .. شعرت بقلبها يغوص في تفاصيله مرة أخري و تحركت قدميها بلا وعي منها لتقترب منه و لكنه رفع هاتفه فجأة و قال" نعم يا أمي سأتقدم لنهلة ابنة خالتي " .. ما الذي جاء بها إلي هنا ؟ ما الذي كان يدور بخلدها ؟ .. أتراه كان سيعود ليضمها ويتأسف و يطلب منها عدم الرحيل عنه .. حاولت اقتلاع قدميها من علي الأرض لتركض بعيداً عنه و لكن وقعت عينيها علي صورة عرسهما كان يضمها ويضحكان بسعادة انزلقت دمعة ساخنة علي وجنتيها لتسقط أرضاً في دوي غريب لم يسمعه سواها .. جذبت قدميها للخارج و هي تحمل حقيبتها .. و تقفز فوق درجات السلم و قلبها يصرخ .. كانت تتذكر متى ؟؟ .. متى كانت أول مرة رأته فيها ؟ .. متى قال لها أحبك ؟ .. متى قال لها سأكون ليكٍ وحدك .. متى قال لها أتقبلينني زوجاً ؟ .. متى جلس جوارها بفستانها الأبيض ؟ .. متى عاشا بسعادة ؟ .. متى علمت أنها لن تكون أم أبداً .. متى قال لها سأبقي بجانبك رغم كل شيء ؟ .. متى ثار أول خلاف بينهما ؟ .. متى تلقت أول صفعة علي كرامتها؟ .. متى ابتلعت أهانتها الأولي و ما تلالها ؟؟ .. متى قال أنه لا يريد العيش معها ؟ .. متى أهانها بكونها ليست أمرآة كاملة ؟ .. و متى قال لها أنه سيتزوج من غيرها ؟ .. تزاحمت الذكريات بداخلها و مر كل شيء أمام عينيها الدامعتين .. ولم تعد تسمع سوا دقات قلبها الذي ينزف .. كانت تركض و تركض حتى ابتعدت .. توقفت عند منتصف الطريق و هي تنظر لموجات الظلام الذي تبتلعها داخلها و لم يكن أمامها بصيص ضوء واحد يطمئنها .. مسحت دموعها و حملت حقيبتها و مضت خطواتها تشق الطريق المظلم إلي واقع مجهول ...

إمضاء زوجة لن تكون أمً 









هناك تعليقان (2):