بخطوات مرتعشة تقترب من باب
منزلها .. تجاهد قدميها لتخرج حاملة حقيبتها السوداء الكبيرة .. و قبل أن تغادر لاحت عينيها
الزائغتين .. وجدته هناك بجوار الشرفة يضم عينيه بغضب و حدة .. شعرت بقلبها يغوص
في تفاصيله مرة أخري و تحركت قدميها بلا وعي منها لتقترب منه و لكنه رفع هاتفه
فجأة و قال" نعم يا أمي سأتقدم لنهلة ابنة خالتي " .. ما الذي جاء بها
إلي هنا ؟ ما الذي كان يدور بخلدها ؟ .. أتراه كان سيعود ليضمها ويتأسف و يطلب
منها عدم الرحيل عنه .. حاولت اقتلاع قدميها من علي الأرض لتركض بعيداً عنه و لكن
وقعت عينيها علي صورة عرسهما كان يضمها ويضحكان بسعادة انزلقت دمعة ساخنة علي
وجنتيها لتسقط أرضاً في دوي غريب لم يسمعه سواها .. جذبت قدميها للخارج و هي تحمل
حقيبتها .. و تقفز فوق درجات السلم و قلبها يصرخ .. كانت تتذكر متى ؟؟ .. متى كانت
أول مرة رأته فيها ؟ .. متى قال لها أحبك ؟ .. متى قال لها سأكون ليكٍ وحدك .. متى قال لها
أتقبلينني
زوجاً ؟ .. متى جلس جوارها بفستانها الأبيض ؟ .. متى عاشا بسعادة ؟ .. متى علمت
أنها لن تكون أم أبداً .. متى قال لها سأبقي بجانبك رغم كل شيء ؟ .. متى ثار أول
خلاف بينهما ؟ .. متى تلقت أول صفعة علي كرامتها؟ .. متى ابتلعت أهانتها الأولي و
ما تلالها ؟؟ .. متى قال أنه لا يريد العيش معها ؟ .. متى أهانها بكونها ليست
أمرآة كاملة ؟ .. و متى قال لها أنه سيتزوج من غيرها ؟ .. تزاحمت الذكريات بداخلها
و مر كل شيء أمام عينيها الدامعتين .. ولم تعد تسمع سوا دقات قلبها الذي ينزف ..
كانت تركض و تركض حتى ابتعدت .. توقفت عند منتصف الطريق و هي تنظر لموجات الظلام
الذي تبتلعها داخلها و لم يكن أمامها بصيص ضوء واحد يطمئنها .. مسحت دموعها و حملت
حقيبتها و مضت خطواتها تشق الطريق المظلم إلي واقع مجهول ...
إمضاء زوجة لن تكون أمً
حزينة اوى
ردحذف
ردحذفلكن واقعية أوي و عن قصة حقيقة كمان :)