أبدلت ثيابها التي كانت تجلس
فيه ما أن آتي الليل إلي شيء مريح قميص قطني أبيض قصير كانت فضله دوماً فهو مريح
بدون أكمام قصير حد الركبة منقوشاً عليها صورة بطوط كرتونها المفضلة ، شعرت براحة
غريبة لجلوسها وحدها طيلة اليوم رغم اشتياقها الغريب لعمرو حتى كادت تخرج لتراه
فقط لكنها تمسكت و ادعت اللامبالاة حتى علي نفسها ..
حملت حاسوبها الشخصي و جلست علي
الأريكة أخذت تنظر لشيء ما حتى انفتح درج الاسطوانات أخرجت منه أسطوانة ثم وضعت
الحاسب جانباً واتجهت إلي التلفاز وضعت به الأسطوانة و رجعت إلي الأريكة ـ كان
جنون منها تحميل أحدي الأفلام علي أسطوانة لمشاهدته علي شاشة التلفاز لكنه فليماً
رومانسياً رائعاً تعشقه و أرادته أن تسهر معه فبرغم ما يحدث إلا أنه درجة مشاعرها
عالية جداً تريد إخمادها حتى ولو بخيال .
أرجعت رأسها للخلف و حملت جهاز
التحكم و قبل أن تضغط علي الزر سمعت طرق خفيف علي الباب فعرفت أنها حنان رغم أنها
تحبها لكن لم يكن هذا وقتها أبداً ، أنزلت قدمها من علي الأريكة ارتدت حذائها
المنزلي و رفعت شعرها المسترسل بفوضى حول وجهها و اتجهت إلي الباب وضعت يدها علي
المقبض وشرعت تفتحه قائلة:
" لسه فاكره تجي ده الوقت
..."
قطعت جملتها لأن الذي يقف
أمامها عمرو ، للحظة لم تعرف كيف تتصرف وقبل حتى أن تفكر كان عمرو يدخل الغرفة
ويغلق الباب خلفه ...
تراجعت للوراء حتى استندت
بظهرها و يدها علي الخزانة فاتحه عينيا علي أخرهما تبتلع أنفاسها بين كل ثانية و
آخري و كان عقلها قد شلّ تماماً لا تعرف كيف تتصرف حائرة بين عينيه و اشتياقها له
و بين ثيابها و شعرها المندثر حولها شخصت عينيها حين نظرت لنفسها فألتفت لتفتح
الخزانة تخرج شيء تغطي به نفسها لكنها وجدت يده القوية تغلق الخزانة و تستند عليها
.
شعر بأنفاسه خلفها تلفح آذانه
بهواء ساخنة للحظة ارتعشت و رخت أوصالها تماماً لم تستطع أن تتحرك ، دقات قلبها
حالة هياج يعلو صدرها ويهبط بقوة أغمضت عينيها بقوة علها إذا فتحتها مرة أخري كان
كل هذا حلم لكنها سمعت صوته الأجش و كأنه مخدر يسري في عروقها :
"نهلة مالك ؟ .. أنتي
كويسة ؟!"
ابتلعت أنفاسها و جاهدت لتخرج
صوتها فخرج هادئاً ناعماً :
"أبداً ... بس ممكن تبعد
أيدك عشان أجيب حاجة ألبسها "
ابتسم عمرو و اسند يداه الأخرى
علي الخزانة فأصبحت سجينة بين الخزانة و عمرو
الذي تلفح أنفاسه المحمل بعبق عطره الفريد إليها فتزداد رعشة جسدها بينما
يسري المخدر مرة أخري في أوصالها:
"ما أنتي لابسه أهو ..
بعدين لفي بصلي ها تفضلي تكلمني كده !"
ابتلعت أنفاسها و تسارعت دقات
قلبها و التفت بجسدها بطيء حتى اصطدمت عينيها بجسده العريض الذي يحجزها في مسافة
صغيرة جداً بينه و بين الخزانة فأرجعت
جسدها للخلف واضعة يداها خلف حتى استندت علي الخزانة ورفعت رأسها بطيء فتلاقت
نظرها مع البنطال القطني الأسود و التيشرت الأزرق و وسامته المفرطة وطوله الذي
يشعرها بقصر قامتها و شعاع العسل الذي ينزل علي حبتين البندق في عينها و لأول مرة
ينظر هو أيضاً في عينيها و تتراقص علي شفتيه ابتسامة غريبة تنهدت و نظرت للأسفل
فابتسم هو قائلاً:
" عاملة أيه؟"
همست :
"الحمد لله "
مد أناملها ليزيح بغض خصل من
شعرها عن عينيها لكنه أيضاً تحسسه فبعدت هي رأسها بقوة ضعيفة فهمس عمرو:
"لسه زعلانة يا نهلة
"
تنهدت و همست من بين خجلها:
" أنا عايزه أغطي شعري ..
أنا .. أنا محجبة "
ضحك عمرو هامساً عن آذانها :
"أنا جوزك علي فكرة "
قالها بسخرية لكنها سرت في
عروقها و شعرت بشيء غريب يحتاج أوصالها انتهت مقاومتها قبل أن تبدأ فابتلعت
أنفاسها و نظرت له مستجمعة ما بقي لديها من حروف وشجاعة:
"جوزي مؤقتاً يا عمرو ده
إن مكنتش ناوي تطلقني الليلة "
"الليلة !! .. و ألاقي فين
مأذون فاتح و الساعة عدت 11 !"
"يعني هي دي كل
مشكلتك"
ابتسم وهو يقترب ليضيق المسافة
الصغيرة عليها قائلاً:
"أنتي شايفة مشكلة غيرها
أوعدك يطلع الصبح و أطلقك"
"تطلقني أنا يا عمرو الصبح
!!"
ضحك عمرو قائلاً بعفوية:
"اعتبريني مقولتش حاجة
"
ابتسمت رغم عنها أنها كانت
تشتاق إليه حد الجنون ، نظرت له ثم وضعت يدها بتشابك أمام صدرها قائلة:
"أتفضل قول عايز أيه عشان
تمشي .. عيب حد يشوفك هنا"
"صح عيب يشوفني عند مرآتي
.. ما علينا أنا فعلاً زودتها باللي حصل مع منال عند البسين"
"كويس أنك عارف كده "
"عارف و أنا بعدتها
اليومين دول عشانك و عشان عمي و بنته اللي
وصلوا دول كمان اللي أكيد حنان قالتلك بوصلهم
"
نظرت لها بنصف عين :
" آه و يأرب ما تكون بنته
من معجباتك يا روميو "
ضحك عمرو :
"يا بنت بس بقي "
"طيب أنت لاقيت لمنال حل
.. و أنا يا عمرو !"
"أنتي مرآتي و ها أعاملك
علي الأساس ده لحد ما نشوف ربنا موديني لفين ها أرعي شعورك و شكلك قدام الناس بس
أنا لسه فاكر كذبك عليا "
تحولت ملامح لضيق بينما من
دخلها تشعر بسعادة غريبة و قالت بصوت منخفض :
"آه أنا كذبت ومش راضي
يسمعني وهو يحضن واحدة ثانية عادي"
"خلصنا بقي من الحكاية دي
أنا بس كنت مشتت "
"طيب"
اقترب منها أكثر و نظر إليها من
أخمص قدامها الناعمتان اللتان تضعهما في حذاء فرو وردي ماراً بجسدها الرشيق
الملفوف حول قميصها القطني الأبيض وصلاً بوجهها البيضاوي المدرج بحمرة خجل مظهر
لون بشرتها الأبيض و البندقتين المشعتين في عينيها و حتى شعرها الأسود الفحام
المسترسل حولها بفوضى مثيرة فعض علي شفتيها قائلاً:
"و أنتي كنتي ها تفتحي كده
لأي حد ولا أيه !"
ابتلعت نهلة أنفاسها و تدرجت
وجنتيها بلون الدماء هامسة:
"ما أنا كنت فاكره أنها
حنان و ..."
قاطعها عمرو :
"و افرضي كانت أي حد ثاني
كان ها يبقي الموقف و حتى لو حنان تفتحي ليها و أنتي حلوة كده "
لم تشعر بسقيها كادت تسقط لولا
أنها تستند بجسدها علي الخزانة لم تعرف ليما شعرت أنها أنثي حين أخبرها هو أنها
"حلوة" لفظ تسمعه كثيراً لم تشعر بمدي لذتها إلا حين قالها هو ، تنهدت
بقوة و نظرت ضاغطة علي شفتيها قائلة :
"عمرك ما نبهتني لكده
"
"عمري ما شفتك و أنتي كده
"
تنهدت وابتسمت ثم قالت له:
" أنت موقفني لكده و بعدين
مش أتكلمنا أمشي بقي حد يشوفك"
"شغالة بالك بموضوع حد
يشوفني ، معرفش حد أيه ده اللي ها يجي يخبط علي مرآتي ده الوقت و بعدين الكلام مش
خلص لسه"
"مرآتك مرآتك ماسك الكلمة
دي كثير أوي لأول مرة و بعدين أحنا مكتوب كتابنا مش فرحنا و بعدين حوش يعني مخلص
ليا و مش شفتك بعين مع منال .. وأتفضل بقي لو عندك كلام قول يالا و أمشي"
ضحك بقوة ثم نظر لها و اقترب
منها أكثر لم يفصل بينهما سوي سنتيمتر واحد لم تعرف كيف يتصرف فخرجت من شفتيها
كلمات مبعثرة:
"أنت رايح فين .. عمرو في
صوت بره .. و النبي يا عمرو أنت غريب أوي انهارده .. والنبي يا عمرو خلاص حرمت"
تجاهل كلامها و هو يطوق خصرها
بأنامله و يرفعها لتصبح في مستوي طوله و تلاقت عينه بعينها ثم ضمها إليه هامساً في
آذانه:
"بصراحة أول مرة أشوف كم
الأنوثة و البراءة دي مع بعض "
أغمضت عينيها و استسلمت
لإحساسها و لرائحة عطره الجذابة ، فجأة تعالي صوت من الخارج فارتبكت نهلة و طوقت
رقبة عمرو بيدها قائلة بهمس:
"في صوت بره و تقريباً
مامتك"
ضحك عمرو و همس هو الأخرى:
"يا خبر أمي قفشتني مع
مرآتي اللي متشعلقة في رقبتي "
" أنت بتهرج يعني لو مامتك
دخلت ده الوقت ها تعتذر و تخرج مثلاً"
"ما هو لو دخلت لاقيتك
بتلككي عشان تمسكي فيا كده ها يكون رد فعلها مختلف "
تدرجت حمرة الخجل أكثر علي
وجنتيها و أبعدته عنها و هي تضربه بقوة ضعيفة علي كتفه:
"أنت السبب و أطلع أنا
اللي غلطانة .. أتفضل أخرج"
ابتسم لها و اتجه إلي الباب فتحه
قليلاً ثم همس :
" دي ماما بتفرج ليلي و
سلوى علي ألبوماتها و صورها .. أنا خارج أتفرج معهم "
ركضت تجاه و أمسكته و أغلقت
الباب ثم استدارت قائلة:
"تخرج فين وهم كلهم بره
كده "
"أنتي اللي قولتي
أخرج"
"خلاص خليك "
أمسكها أناملها و أبعدها عن
الباب ثم أدر المفتاح للغلق و جعلها تسير معه قائلاً:
"قفلنا الباب عشان محدش
يفتح الباب مرة واحدة كده ، وندخل نتفرج علي حاجة لحد ما يمشوا"
أجلسها علي الأريكة وهو بجانبها
التقط جهاز التحكم و أدار التلفاز و بدأ الفيلم التي أحضرته هي ثم التقطت تفاحة من
طبق الفاكهة الذي أمامه فانتبهت هي قائلة:
"بتعامل علي أنها أوضتك
خلاص !"
"يا بنتي أمي ها تتأخر
لأنها ها تحكي حكاية كل صورة يبقي نتسلي ونعقد مع بعض بقي"
نهضت قائلة:
" لا كده عيب"
قهقه بصوت منخفض ثم أجلسها
بجانبه أكثر قائلاً:
"أقعدي أبقي أتفرجي و كلي
حاجة و بلاش عناد .. أسمعي كلام جوزك"
"ده علي أساس أننا ها
نستمر فيها "
" ما هو أنتي كده بتقطعي
برزقك "
"رزقي ! .. ليه وظيفة
ومحطوطة تحت التمرين مثلاً"
"يا بنت بس بقي لسانك ده
أيه "
نظر للتلفاز ثم أردف:
" فيلمك الرومانسي أشتغل
أهو أتفرجي كده و أهدي "
التفت لتراه لكنها كانت سعيدة
حد كاد معه أن يقف قلبها عمرو بجانبها تشعر به بكل كيانها يتخلخل عطره جميع حواسها
لم تستطع التفكير فيما حدث منذ قليل لم تستطع إلا أن تعيش اللحظة بكل ما فيها ،
تابعت الفيلم ثم شعرت بأنامل عمرو تحوطها و ترجعها للوراء لتجلس بجانبه ملتصقة به
ويدها خلف رأسها فأرجعتها للرواء بحركة تلقائية ثم انتبهت فنظرت له :
"أيه ده"
ضحك كعادته قائلاً:
"ها أشوف أزاي و أنتي
قاعدة قدامي "
فنظر لأعلي بعينها فأردف :
"دماغك ها توجعك من سندت
الخشب غلطان كده "
خارت قوة الرد منها أنها فقط
تريد أن تستمتع بتلك اللحظة و لما لا هو في جميع الأحوال زوجها و ليذهب ما باقي في
عرض الحائط ..
شعرت بشيء عند شفتيها فنظرت
لتجد التفاحة نظرت له فأشار برأسه فيما معناه أن تأكل فقطمت منها و كانت حلوة
المذاق لدرجة أنها شعرت بأنها قادمة من الجنة و كأنها هي من أنزلت آدم إلي الأرض ،
نظرت له فأعطي لها التفاح مرة آخري فقطمت منها وهي تشعر بأصابعه تعبث بخصلات شعرها
و بجذبه لها حتى ضمها إليه أو هي من ضمت نفسها إليه ...
كان شعاع الشمس المتوهج الهارب
من بين الزجاج يزعج عينيها فجعلها تفتحهما بصعوبة نظرت حولها لتجد نفسها علي
الأريكة وعمرو يضمها إليه بشدة علي نفس جلسة الأمس قد تداعب جفوناهم النوم
فاستسلموا كلاهما له أغمض عينيها مرة آخري و تشبثت بعمرو كانت أول مرة تنام بين زراعيه رجل لا بل بين زراعيه زوجها ابتسمت
وهمست باسمه:
"عمرو "
ضمها إليه أكثر و كأنه يعلن لها
عدم رغبته بالاستيقاظ ، ابتسمت هي و كررت المحاولة:
" يا عمرو أصحي بقي"
كررت جملتها مرة آخري ففتح عمرو
عينيها ثم أغلقهما ثانياً بسبب الشمس وعاد من جديد ليفتحهم و هو ينظر لنهلة
مبتسماً :
"تلكيك"
أبعدت يداها عنها و ابتعدت عنه قليلاً
قائلة:
" دي أوضتي علي فكرة و أنت
اللي نمت فيها "
ابتسمت و هي يحرك عضلاته
قائلاً:
"صباح السكر "
ابتسمت له ابتسامة مشعة بريئة :
" صباح النور .. شوف
الساعة كأم بقي"
نظر إلي الهاتف الذي وضعه جانبه
قائلاً:
"ستة ونص الصبح .. بصي أنا
ها أنزل أنام في أوضتي كمان كأم ساعة و أنتي كمان نامي و أول ما تصحي تلبسي و
تنزليلي علي طول "
كانت تود أن تقول له يبقي معها
و لا يتركها لكنها لم تستطع فصمتت لكنها انتبهت له وهو يتجه ناحية الباب فنهضت
ورائه حاملة نظارته التي نسها علي الطاولة قائلة:
" نظارتك يا عمرو "
التقطتها منها وهو يقبل أناملها
فارتعش جسدها رغماً عنها لكنها تمالكت نفسها قائلة:
"لازم أنزل لما أصحي
"
"طبعا تنزلي وتعملي كل
اللي أنتي عايزه .. غير أني عاوزك كمان "
" عايزني في أيه"
اقترب منها في حركة مفاجأة و
قبل وجنتها هامساً :
"لما تنزلي ها أبقي
أقولك"
قالها و أدار المفتاح وخرج وهو
يغلق الباب ورائه فاستندت هي عليه قائلة:
"أنت عملت فيا أيه بس يا
عمرو"
***************
جلست شيرين وسط ليلي و سلوى و
شمس علي طاولة الإفطار رغم أن الوقت قد تعدي الواحدة ظهراً لكن بسبب السهر ليلة
أمس استيقظ الجميع متأخرون ، كانت شيرين منطلقة في الحديث كعادتها و الجميع
متجاهلها تأتي لهم حنان بالأطباق و تذهب حتى صمتت شيرين تلتقط أنفاسها ثم أردفت:
"أمال عمرو فين "
كانت حنان تضع أحدي الأطباق
فقالت مجيبة:
"الدكتور عمرو لسه صاحي و
نازل يطمئن علي حاجة في الأستطبل "
عادت شيرين تسأل:
" مش ها يفطر طيب .. ممكن
أنا استناه "
ضحكت حنان قائلة:
" لا يا ست شيرين الدكتور
قالي أنه ها يستني ست نهلة و يفطر معها"
أردفت ليلي سريعاً:
"طلعي شوفيها دي مش نزلت
طول اليوم أمبارح"
"حاضر يا ست ليلي"
قالتها واتجهت تركض تجاه الدرج
، بينما عادت شيرين لثرثرتها الغليظة فزفت شمس قائلة:
"دي ولا إذاعة .. يا ساتر
"
ابتسمت ليلي و سلوى مؤدين لها و
حاولوا الانتهاء من الإفطار سريعاً ليتخلصوا من تلك الكارثة التي لا تصمت أبداً
...
***************
دلفت حنان غرفة نهلة لعدم
استجابتها للطرق وجدتها نائمة فأيقظتها بهدوء نظراً لرقتها و لأنها تحبها كثيراً ،
فتحت نهلة عينيها و كل شيء فيهما مبتسم فابتسمت حنان قائلة:
"صباح الخير يا آنسة
نهلة"
ابتسمت نهلة و جلست نفس جلسة
علي الفراش قائلة:
"صباح السعادة .. إلا هي
الساعة كأم ده الوقت"
"واحدة و نص كده "
نهضت نهلة من فراشها في سرعة :
"أنا أتأخرت أوي في النوم
هو عمرو صحي "
" من حبة كده و قال أنه
مستنيكي تفطروا سوا "
شعرت لوهلة أن قدمها سترتفع بها
إلي أعلي و أن قلبها يكاد ينفجر من فرط دقاته ، التفت لها قائلة:
" طيب وحياتك رتبي السرير
و أنا ها أخد دش بسرعة و أطلع"
"عيني "
شرعت حنان ترتب الغرفة وتفتح
الشرفة بينما تأخذ نهلة حمامها ، أنهته بسرعة وخرجت متجه إلي الخزانة التي ابتسمت
حينا رأتها تنهدت و فتحتها وقفت حائرة أمامها لا تدري ماذا ترتدي و بعد دقائق طويل
ارتدت بنطال جينز أزرق فاتح و تيشرت قطني أسود قصير و ستره قطنية حمراء و اتجهت
للمرآة وضعت حجابها البسيط و كريم واقي للشمس فقالت حنان:
" والله قمر يا آنسة نهلة
ومن غير أي حاجة "
ابتسمت لها و أدرت رأسها قائلة:
"بجد يا حنان"
"و جد الجد كمان "
أنهت ما كانت تفعله و ركضت و
خلفها حنان قائلة:
" علي مهلك بس يا آنسة
نهلة"
"أصلي طولت في الحمام و
اللبس و الساعة عدت أثنين عايزه ألحق عمرو"
بينما هي تركض وخلفها حنان
اصطدمت بجسد قوي عريض فرجعت للخلف متأوها ثم رفعت نظرها لتجد شخص كبير في أواخر
عقده الخامس أو أوائل السادس شعره رمادياً ملامحه غليظة ينفث دخان سيجارته فتظهر
أسنانه الصفراء المقززة فيهتز جسده الضخم وعينيه التي كانت تنظر إليه نظرات غريبة
كأنه يصور كل جزء فيها فشعرت بخوف منه كادت تبكي لكن ما جعل الدموع تتجمع في
عينيها هو صوته الغليظ الذي اخترق آذانه كصاعقه :
"أنتي بقي مرات عمرو
؟!"
يـتـبـع...
تغيير كبير و مفاجىء فى تصرفات عمرو مش عارفة ليه فى الحلقة دى بالذات فكرنى بزياد
ردحذفشيله من دماغكم زياد بقي
ردحذفدي شخصية و دي شخصية
س التغير حلو مفيش كلام :D