القلق شعور دميم مزاجي موجه
نحو المستقبل يلازمك عند الانتظار تكون فيه علي قدر من الاستعداد للتعامل مع
أحداثك السلبية القادمة ..
شعرت بخيطً من الكهرباء يسيرٌ
في جسدي حين قرأت هذه الجملة لأنها توصفني أخرجت ما أنا فيه في بضعة سطور قرأتها
فشعرت نفسي ، تخيل معي هكذا أنك تقرءا نفسك في سطور كم هو شعورً مربك و أحيانا قاسي و خصوصاً إذا
تعلق بالقلق ..
القلق إحساس عكس إحساس الخوف
فأنت تخاف من شيء تعرفه جيداً أما قلقك من شيء قد يحدث و قدر فقلقك ينبع من
الانتظار و دوماً الانتظار مؤلم محطم للأعصاب و الخلايا موجع للقلب و موتراً للعقل
، يجعل جميع خلايا جسدك عاطلة مشوشة مرتعشة ..
و دوماً أسباب القلق الانتظار ،
أنك حين تنتظر قرر أحدهما تشعر بالقلق و حين تدخل الامتحان تقلق و عندك انتظارك
للنتيجة تقلق و عندما تتقدم إلي وظيفة أو تقدم عمل لمديرك و تنتظر ردك مديرك تقلق
حينما تتعامل مع شخص غريب و تنتظر أن يتضح لك نيته تقلق حين يغيب أحدهما عنك و
تنتظر أي خبر عنه تقلق حتى قلقك علي المستقبل هو لانتظارك بما سيحدث فيه !!
نسبة كبيرة جداً من القلق تتلخص
في الانتظار وهو إحساس دميمة يجعلك عاطلة كلياً كما يشعرك بالتعب الجسدي فيصبحه
أحياناً آلام المعدة _كما يحدث معي_ أو خفقان القلب أو الصداع أو ضيق في التنفس بسب
قلقك ..
لا علاج للقلق إلا عندما تعرف
إجابة ما تنتظره ، الطقوس الدينية كالصلاة و الدعاء إلي الله سبحانه وتعالي تشعر
الإنسان بالراحة والسكينة لفترة لكنه يعود للقلق مرة آخري لعدم قدرته علي تصفية
عقله مما يشغله لكن بعض الناس _و أنا أحسدهما حقاً_ يستطيعون تصفية أذهنهم تماماً
بعد الصلاة أو الدعاء لفترة طويلة جداً ، و نحن رغم يقيننا بأن كل شيء يحدث بمشيئة
الله سبحانه وتعالي و أنه يختار لنا الأفضل إلا أننا لا نتوقف عن القلق و الرهبة
مما ننتظره لأنه غريزة طبيعة لدي الإنسان لكنها بدراجات متفاوت بين كل شخص و آخر
..
لكن الخوف ليس من القلق بل ما
يحدث معه و بعده ، غالباً عندما يتسرب إليك الشعور بالقلق تشعر بالوحدة و أنك وحيد
لا أحد معك ولا أحد يشعر بك لا أحد مستيقظ ليكون معك لا أحد يهتم ليسمعك فتتكور
داخل نفسك لشعورك المقيت بالوحدة .
أما ما يحدث بعده فهو الإخبار
السيئة التي تتوارد معه و الإحداث التي تجعلك تقلقك لأشياء كثيرة ليس لواحد كأنهم
متفقون علي الحضور في يوماً واحد ، لكن هذا يحدث لاستعدادك بتقبل و تصور الأشياء المحزنة
و المقلقة كلها في آن واحد فتعطيك أحساس بأن كل شيء سيء قد آتي إليك فتفقد القدر
علي التفكير و تستسلم لقلقك الذي يتحول إلي ذعر !!
و هذا خطاً و هذا هو الموحش في
القلق ، القلق أحساس اعتادنا عليه لكثرة ما نمر به لا ضرر كبير منه لأنه بمجرد
معرفتك بنتيجة ما تقلق بشأنه يبتعد القلق عنك لكن الخوف فيما يحدث معه و بعده لأنه
يخفض كل شيء داخلك و يدمر أعصابك و يجعلك عرضة لأي شيء كأنك بلا مقاومة يستطيع أي
شيء أن يعبر داخلك و يهزمك و هذا الموحش فيه لأنه يجعل منك ضعيفاً جداً و يسلب منك
كل شيء بطئ موجع ...
لا علاج للتخلص من القلق
نهائياً لكن يمكنا دائما تخفيفه بالطقوس الدينية كالصلاة و الدعاء و البوح إلي
الله بكل ما يعتريك ، و عدم التفكير فيما يقلقك طوال الوقت و محاولة التواجد مع
الناس و الحديث معهم في أي شيء كي لا يتسر إليك الشعور بالوحدة و عدم التفكير في
أي شيء آخر يمكنه أن يسبب لك القلق و لن تستطيع إخفائه كلياً لكنك قد تتخلص من جزء
كبير منه قد يعرضك لأشياء أخرى ...
رما القلق هو ما دعني لكتابة
هذا المقال و ربما لرغبتي المدفونة بتحديه و ربما لرغبتي بتخفيفه و ربما لرغبتي القوية
في أشَعر كل شخص قلقاً الآن بأنه ليس وحيداً و أن هناك من يشعر به و يتكلم إليه و
يخفف عنه و يشاركه إحساسه و قلقه.
لذلك يخشي الجميع القلق و الانتظار
لما يسببه من توتر و آلام جسدية و نفسية و أشياء تضعف النفس و تحكم أسوارها لدرجة قد
تصل إلي ولادة عقدة .. عقدة من القلق ...
سـارة يحيي محمد
11/9/213
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق