تعلو درجات وحدتي يوماً بعد يوم
أصبحتُ أتحاشي الحديث مع المقّربين ؛ و يخرج مني الأنين حين يصروا علي الحديث
!
حين يخبرني أحدً بشيء ؛ أصمت
لا أجد كلمات تسعفني علي قول أي شيء ؛ أبحث جاهدة ً عن كلمة أجيب بها فلا
أجد .. فألتزم الصمت
تزوغ عيني علي أطرف المكان و كأن هناك أشخاص ينظرون في عيني
نظرات لا أفهمها ، لا أعرفها ؛ هي فقط تجعلني أرتجف
تشعرًني برعشة عظامي تحت جلدي !
فأنزوي إلي ركن فراشي ضاممّة نفسي بنفسي !
ملتفة بزراعي حولي.!
أرطب بنفسي علي كتفّي ثم أبكي
أبكي كما لم يبكي أحدّ ..
فتتثاقل رموشي و تنهار جفوني ساقطة فوق عيني
مخبئة حبتين البندق الزبالتين و
قد خف شعاعهم ؛
و خفت معه كل حواسي عدا آذاني
التي تلتقط
أنين بيانو و شجن مزمار !!
يعزفون لحانّ شجياً ؛ يلعبون
علي أوتاري بدقّة
يمسون ذاك الوتر الحساس في
تجويف روحي
فـيئن قلبي بآنين شجّي ؛ يجعل
قطرات الدمع تسير فوق وجنتيه بهدوء
و يتملكني الحنين !!
الحنين للاشيء و لأي شيء ..
يدق قلبي كـ طفلة خائفة من بطش
الساحرة ..
تبكي علي لحن يعزف علي أوتارها
لا تفكر في شيء ، لا تتذكر أي
شيء
لا تحمل أي شيء
قد أعطت لمشاعرها جانحين ؛
فلحقوا بعيداً جداً
تركت العنان لكل شيء فيها
دموعها .. رعشتها .. خفقات
فوائدها .. همس شفتيها
حررت جسدها .. نفضت قلبها
و تركت وترها الحساس الذي يكمن
في تجويف روحها للحن
تركت الشجن يصل إليه و الحنين
يمتلكه !
تركت كل شيء ؛و تجردت من كل شيء
تجردت من جميع ما تحمله
كمن تركت جسدها و روحها يطفوان
بين أمواج البحر ليلاً
فابتعدت عنها كل شيء ؛ و تجردت
هي من كل شيء و من لا شيء !!
فطفت بين الأمواج كريشة بيضاء
لم يكتب بها أحداً
لم يلطخها أحداً بحبره الأسود ..!
طافية كوردة بيضاء ؛ تفتحت بين
مياه البحر
فشاب حلاوتها حدقة لذيذة ..
جعلتها تترنح بين الأمواج ؛ و
قد أسلمت روحها للحن
و قلبها للحنين ؛ و همست بصوتً
مبحوح بأسماً لم يسمعه سوي موج البحر ..!
فأخذها بعيداً ، بعيداً حتى عن
نفسها ..!
ثم عادت؛ عدت إلي اللاشيء و كل
شيء
عادت إلي ركن فراشها ؛ و آذانها
مازلت تلتقط اللحن
مازال ينبض ذلك الوتر في تجويف
روحها
و يلحق قلبها بعيداً محملاً
بالحنين ..!
و أيقنت أن من لا يترك لمشاعره
حق الحياة ..!
ستصيب روحهم بمقتل ..
قد تكون برصاصة حب زائفة .. و
قد يقتلهم الكبت في لحظة احتياج
و قد يدميهم الدمع في لحظة
بكاء..
فقررت أن تخرج من آسر صمتها !!
و تنزف الكثير من الحب و
السعادة و الآنين و الحنين
و أن تترك لمشاعرها العنان ؛
تترك لها الجناحان و تفتح لها قفص الكبت والحرمان ..!!
و تجعلها تطير بعيداً ؛ بعيداً
عنها نفسها
تلحق في سماء الحياة ؛ و تنعم بحرية التنفس و الاختيار
لمن تذهب و لما ؟!
تجعلها تقطع الطرقات و تسير بين
المسارات
دون أن تخشي من كسر شيء أو وجع
شيء !
فحتماً حين ينكسرٌ شيء سيبني آخر
مكانه
و حين تأن من وجع شيء ؛ ستنفث
مشاعرها الحرة
أنين وجعه بعيداً ..
قررت أن تبقي كما هي ..
طفلة تاركة مشاعرها للحياة ..
رائعه ياساره استمري
ردحذفمتشكرة كتير يا شريف
حذفإن شاء الله ^_^
شكرا لهكذا نبض
ردحذفكنت هنا
خ ـــــــــالد
نورت يا استاذ خالد ^_^
حذفسعيدة بمرورك :)