الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

مشـاعر مرهقـة ~










تعلو درجات وحدتي يوماً بعد يوم
أصبحتُ أتحاشي الحديث مع المقّربين ؛ و يخرج مني الأنين حين يصروا علي الحديث !
حين يخبرني أحدً بشيء ؛ أصمت
لا أجد كلمات تسعفني علي قول أي شيء ؛ أبحث جاهدة ً عن كلمة أجيب بها فلا أجد .. فألتزم الصمت
تزوغ عيني علي أطرف المكان و كأن هناك أشخاص ينظرون في عيني
نظرات لا أفهمها ، لا أعرفها ؛ هي فقط تجعلني أرتجف
تشعرًني برعشة عظامي تحت جلدي !
فأنزوي إلي ركن فراشي ضاممّة نفسي بنفسي !
ملتفة بزراعي حولي.!
أرطب بنفسي علي كتفّي ثم أبكي
أبكي كما لم يبكي أحدّ ..
فتتثاقل رموشي و تنهار جفوني ساقطة فوق عيني
مخبئة حبتين البندق الزبالتين و قد خف شعاعهم ؛
و خفت معه كل حواسي عدا آذاني التي تلتقط
أنين بيانو و شجن مزمار !!
يعزفون لحانّ شجياً ؛ يلعبون علي أوتاري بدقّة
يمسون ذاك الوتر الحساس في تجويف روحي
فـيئن قلبي بآنين شجّي ؛ يجعل قطرات الدمع تسير فوق وجنتيه بهدوء
و يتملكني الحنين !!
الحنين للاشيء و لأي شيء ..
يدق قلبي كـ طفلة خائفة من بطش الساحرة ..
تبكي علي لحن يعزف علي أوتارها
لا تفكر في شيء ، لا تتذكر أي شيء
لا تحمل أي شيء
قد أعطت لمشاعرها جانحين ؛ فلحقوا بعيداً جداً
تركت العنان لكل شيء فيها
دموعها .. رعشتها .. خفقات فوائدها .. همس شفتيها
حررت جسدها .. نفضت قلبها
و تركت وترها الحساس الذي يكمن في تجويف روحها للحن
تركت الشجن يصل إليه و الحنين يمتلكه !
تركت كل شيء ؛و تجردت من كل شيء
تجردت من جميع ما تحمله
كمن تركت جسدها و روحها يطفوان بين أمواج البحر ليلاً
فابتعدت عنها كل شيء ؛ و تجردت هي من كل شيء و من لا شيء !!
فطفت بين الأمواج كريشة بيضاء لم يكتب بها أحداً
لم يلطخها أحداً بحبره الأسود ..!
طافية كوردة بيضاء ؛ تفتحت بين مياه البحر
فشاب حلاوتها حدقة لذيذة ..
جعلتها تترنح بين الأمواج ؛ و قد أسلمت روحها للحن
و قلبها للحنين ؛ و همست بصوتً مبحوح بأسماً لم يسمعه سوي موج البحر ..!
فأخذها بعيداً ، بعيداً حتى عن نفسها ..!
ثم عادت؛ عدت إلي اللاشيء و كل شيء
عادت إلي ركن فراشها ؛ و آذانها مازلت تلتقط اللحن
مازال ينبض ذلك الوتر في تجويف روحها
و يلحق قلبها بعيداً محملاً بالحنين ..!
و أيقنت أن من لا يترك لمشاعره حق الحياة ..!
ستصيب روحهم بمقتل ..
قد تكون برصاصة حب زائفة .. و قد يقتلهم الكبت في لحظة احتياج
و قد يدميهم الدمع في لحظة بكاء..
فقررت أن تخرج من آسر صمتها !!
و تنزف الكثير من الحب و السعادة و الآنين و الحنين
و أن تترك لمشاعرها العنان ؛ تترك لها الجناحان و تفتح لها قفص الكبت والحرمان ..!!
و تجعلها تطير بعيداً ؛ بعيداً عنها نفسها
تلحق في سماء الحياة ؛  و تنعم بحرية التنفس و الاختيار
لمن تذهب و لما ؟!
تجعلها تقطع الطرقات و تسير بين المسارات
دون أن تخشي من كسر شيء أو وجع شيء !
فحتماً حين ينكسرٌ شيء سيبني آخر مكانه
و حين تأن من وجع شيء ؛ ستنفث مشاعرها الحرة
أنين وجعه بعيداً ..
قررت أن تبقي كما هي ..
طفلة تاركة مشاعرها للحياة ..


هناك 4 تعليقات:

  1. رائعه ياساره استمري

    ردحذف
    الردود
    1. متشكرة كتير يا شريف
      إن شاء الله ^_^

      حذف
  2. شكرا لهكذا نبض
    كنت هنا
    خ ـــــــــالد

    ردحذف
    الردود
    1. نورت يا استاذ خالد ^_^
      سعيدة بمرورك :)

      حذف