الجمعة، 20 سبتمبر 2013

سك علي البنت بس أديها المفتاح !!










إنذار .. تحذير .. ضوء أحمر منذر بالخطر .. سارينات بوليس و مطافي و إسعاف .. توجس و حركات دائرية في البيت بين الكبار و كفوف تعتصر بعضهم في توتر .. همسات و استنكار و كلام مش مفهوم .. ذهاب و إياب في أركان الشقة و بالأخص عند غرفتي  ..
و السبب دائماً حاجة من أثنين يا إما ها أخروج أشتري حاجة مهمة و مش ها ينفع أجلها يا أما نازلة أتفسح مع أصحابي !!
و الاثنين في أي بيت مصري أصيل يعتبر ندوة دعوتها عامة لمناقشة الحدث المهم ده اللي بدايته " ماما أنا نازلة مع أصحابي شوية"
فجأة يشرأب عنق ماما المسكينة و تبتلع أنفاسها مرة كل فستو ثانية و تبدأ بعد كده بحر الأسئلة اللي مبينتهيش إلا لما أقولها خلاص مش نازلة !
أصل أنا عقلي مش بيكون محضر ردود علي " ها تنزلي فين و مع مين و ها ترحوا فين و أزاي و ها ترجعوا أمتي و ليه أصلاً "
في وسط السؤال الثاني بكون تعبت بس مش من الإجابة أنا تعبت من طريقة كلامها لما قولت أني دخله مع أصحابي السينما و كأني فجرت قدامها قنبلة وقولتها أننا رايحين نرقص شوية !!
مع أن الموضوع عادي و أبسط كمان ! لكن بالنسبة لها مشكلة كبيرة جداً أزاي أنا أخرج و مع أصحابي كمان ده خطر جداً طيب ليه يا ماما ؟؟
و بعد نطقي بأخر حروف السؤال بتنطلق المدفعية من بين شفتي ماما :
" أفرضي حصلك حاجة و أنتي لوحدك ساعتها أعمل أيه أنا ؟!"
نظراتها كانت بتخلني أتعجب أكثر من تعجبي بكلامها كانت نظرات هلع و كأني عايزه أعمل كارثة و بأخذ الإذن قبلها لكني كنت بمشي معها و أسالها " أيه اللي ها يحصل يعني يا ماما " تبدأ في حركات الناس الحكيمة اللي فاهمة و عارفة أكثر منك مهما كنت أنت أيه و تقول " حد يعاكسك ولا حد يسرقك ولا حد يخطفك ولا حد يقتلك ولا تحصل مظاهرات أو ناس تطلع تضرب نار ولا خناقة ولا يكون حد بيشرب حاجة كده ولا كده ماشي جنبكم ... "
نظراتي وقتها بتحول لنظرات واحدة بتفرج علي مشهد راجل ها يصارع تمساح فوقف علي بعد ستة أمتار منه و نازل بص عليه بنظرات شريرة و يخبط بأيده علي رجله لحد ما التمساح قاله ناوي ندخل المعركة دي ولا أنزل أريح شوية عقبال ما تجهز !!   
ما هو مش معقول ها أفضل في بيتنا و أوقف حياتي عشان خاطر احتمالات ما هو جاهز حد يسرقني و جاهز لا و جاهز أتخطف و جاهز لا ، كلها احتمالات و احتمالات لازم أوجهها و أقف ضدها عشان تنتهي ما هو لو كل واحد خاف و قال مش نازل إلا لما تخلص عمرها ما ها تخلص !
أيه يا ماما تحجري حريتي عشان شوية احتمالات !!
عشان خايفة عليا ! .. ما هو في تليفونات تقدري تطمئني عليا منها !
بس مش معني كده يا والدتي العزيزة أنك تكلمني كل ثلاثين ثانية و تقوليلي عاملة أيه ! و لما أرجع أتفاجأ بحضرتك قاعدة قدام الباب و أول ما تشوفني تقلب ملامح وشك للاشمئزاز و كأنك ضبطي فأرة بتتشقي مع فأر علي شباك المطبخ  و تقوليلي " كل ما تخرجي تخلصي ليا رصيدي .. عجبك كده !"    
ما هو يا والدتي الحبيبة حضرتك اللي بتتصلي كل ثواني فمن الطبيعي أنه يخلص و من الطبيعي أن بطارية تليفون أنا يصبها تليف كبدي و تموت و من الطبيعي يجيلي هستريا من صوت رنة التليفون اللي مش بتقف وكل ده ليه عشان أنا بنت و خايفة عليا !
طيب ليه بقي ؟!   
ليه لازم أخذ مليون تصريح عشان أخرج هو أنا في سجن !!
ليه محتاجة أبرر سبب خروجي و أدعمه بالأدلة والبراهين
ها ليه ؟ هو أنا مش بني أدمة من حقها تخرج و تتفسح من غير أسباب ولا أعذار !!
ليه عشان بنت لازم آخذ بالي من تصرفاتي وحركاتي ؟
ليه لازم أرجع قبل 11 ؟
ليه لازم أكتب تقرير دقيق عن تحركاتي كلها و أقدمه لكل واحد يسألني كنتِ فين ؟
ليه لازم أقنع أهلي في ثلاثة ساعات لمجرد أني ها أخرج ساعة و راجعه ؟ و ليه لازم أفضل متعلقة بين كلمة آه و لا ؟
ليه معنديش حرية كاملة في تحركاتي و قراراتي و مسموح لأي حد يدخل فيها و كأنها ملكية فكرية عامة ؟!!
ليه المجتمع يحسبني علي حاجة مش بيحسب عليها الراجل !
ليه المجتمع سامح للراجل أنه يخلي مرآته متخرجش إلا بإذنه و متلبس إلا اللي علي هوا ، و ليه مدي له حق اختيار أصدقائها و مدي نفسه الحق كمان في اختيار شغلها لو مش عجبه يخليها تعقد ؟!
ليه كل واحد خاطب أو مرتبط يطلب أكونت الفيس بوك و التليفون و يدخل يفتش فيهم كل ست ساعات و من حقه يقرءا كل الكلام بينها وبين أي حد؟  
و ليه بقي مش مدي نفس الحقوق للبنت من تداخل في شئون الراجل لمجرد أنه راجل ؟!!
ليه المجتمع قافل علي البنت بمليون مفتاح و مفتاح و عطي كل مفتاح لحد ؟!
ليه لما راجل يعاكس و يتحرش بالبنت بيتقال هي السبب ! أصل لبسها و أصل مش عارفه أيه و أيه ، في أني دين و لا عقل ولا نظرية قالت نعاقب المجني عليه و نعذر الجاني ؟!
ليه أصلاً المجتمع يعين نفسه قاضي بعاداته و تقاليده عليا و مطلوب مني أن أخضع لها لمجرد أني بنت !
عشان الخوف !!  
حقكم تخافوا علي بناتكم لكن مين قال أن الخوف والحرية مش ممكن يتفقوا !
مين قال أن عشان نخاف علي بعض لازم نخنق بعض و نحبس بعض في سجون و الخروج لازم يكون بمائة تصريح غالباً مبيطلعش !!  
ليه عشان بنت يبقي مش من حقي حتى مساحة من الحرية أقدر أتحرك فيها بكامل حريتي و إرادتي
ليه مش من حقي أعمل اللي أنا عايزه و أعيش حياتي بالطريقة اللي ها تريحني وتسعدني !!
و مش معني كلامي أني بنكر حقوق الأهل و طاعتنا ليهم لكن مش معني كده بردوه أنهم ينكروا حريتي و يعيشوني في سجن مفتاحه مش معايا.. و رغم ثقتي في حبهم و خوفهم عليا لكن ده ميدهمش الحق في حجري و منعي من حريتي !
و لا يدي الحق لسبع الرجال أنه يحجر عليا و يعتبرني من ممتلكاته الخاصة و يمشيني علي هوا و يعتبرني ماريونت خيوطها بين أيده !
آه من حقه يعرف عني كل حاجة زى ما من حقي أعرف عنه كل حاجة ، و حقه يشاركني في قراراتي زى ما ها أشاركه في قراراته و ومن حقنا نتشارك في الحياة ..  مش لأننا كيان واحد لا لأن ربنا خلقنا نكمل بعض كل واحد فينا بيكمل الثاني مش بيفني كيانه في الثاني !
و لا يحجر تصرفاته و يجبره يعمل حاجات لمجرد أنه شايف كده !
مش لأنه راجل يبقي يخلي البنت تابعة له مجرد تاءه علي أخر حروف أسمه !
مش عشان سبع الرجال يحسسك بأنوثتك و أنه بيحبك يبقي يختار لحضرتك حياتك وشغلك و لبسك و أصحابك و يغلي شخصيتك و يخليك واحدة غير نفسك !
مش عشان هو سبع الرجال اللي بتموتي فيه يبقي حقه يشوف كلامك مع أصحابك و يفتش في تليفونك و يستجوبك بطريقة وكلاء النيابة و ينصبلك محاكمة كل ست ساعات !
و كمان مش مديكي نفس الحقوق اللي هو أعطها لنفسه!   
عشان ده ميبقش راجل ده اللي ينطبق عليه المثل  " أقعر و نزهي"
الراجل هو اللي بيحترم الست و بيؤمن بدورها و وجودها في المجتمع و بيعاملها كبني أدمة ليها نفس حقوقه وعليها نفس واجباته ، و بيشجعها علي عمل اللي بتحبه و لما بيعوز يقويها بيقويها ثقتها المستمدة من ربنا ليها اللي بتكون نابعة من جواها و هو بيديها ثقته اللي بتكمل حاجات كثير جواها عشان محدش يحطمها حتى هو نفسه ! يحسسها بالأمان معه مش بالخوف و الكبت و الأوامر ! ، الراجل هو اللي شايف أن الست نص المجتمع وهو النص الثاني ..
غير كده يبقي سبع الرجال طلع ديك نافش ريشه أصل من قلت الرجال بقي الديك عنترة!
أنا فخورة أني بنت و عايزه أوصل لكامل حريتي و أنا بنت ، ها أفضل أدفع عنها و عن حقي في الحياة و دوري في المجتمع لحد ما الكل يؤمن به!
أصل مش معقولة المرآة اللي كرمها الدين يحقرها شوية عادات و تقاليد و عقليات ناس محتاجه فرمطه إن مكنتش محتاج مسح خالص .
عشان المجتمع و الوطن يبقي له مستقبل أفضل لازم نؤمن بدور كل فرد فيه ..
و ممكن مع كل ده تخاف علي البنت و تكس عليها بس لازم تديها المفتاح !!        
      
   






 

هناك 3 تعليقات:

  1. اولا طريقتك بالكتابة حلوة اوي وبتشد القارئ
    ثانيا نحن بالعراق مرتاحين من مسئلة الاسئلة والخنقة الي بتعملهة الام المصرية على بنتهة لما تحب تخرج لاننا ببساطة مبنخرجش خالص مع صحابنا يعني البنت عندنة من لمة تدخل سن13 سنة تمنع منعا باتا من الخروج الا بصحبة والدتها او احد اخوتها يعني انا عمري 24سنة تخرجت الحمدلله وبقالي 3سنين مبخرجش برة البيت الا كل شهر اروح لاهلي وجوزي الي يوصلني يعني تخيلي انسانة تقعد في البيت شهر كامل من غير ما تمد صباعهة من الباب وطبعا مفيش وظيفة متوفرة عشان الوحدة تقدر تترك البيت شوية وتاخذ نفس اسفة على الاطالة بس حبيت اتكلم مع حد ممكن يفهم مدى صعوبة الاقامة الجبرية

    ردحذف
    الردود
    1. اولاًَ أنا مبسوطة كتير أنك اتكلمتي ولو شوية معايا
      و أنا فاهمة شعورك و إحساسك مقدرة تماماً .. في منتهي القهر أننا بنهي المرآة اللي الدين كرمها ربنا مقالش نتحبس و نعقد في البيت و ميقش لينا أي مساحة حرية الطريقة دي
      مش هقدر أقولك حربي المجمتع لوحدك لكن ممكن تتكلمي مع جوزك ع الاقل ف موضوع الشغل لأنه من ابسط حقوقك بعد أكتر من 11 سنة تعليم تشتغلي باللي اتعلمتي
      حاولي تتكلمي معه و اتمني يفهمك
      بجد مضايقة عشانك و من مضايقة و ثائرة ع المجتمعات العربية كلها من تخلفها
      طعا انا تحت امرك أي وقت تتحبي تتكلمي فيه كلمنى هنا أو ع الفيس و كلي آذان صاغية
      نورتي :)

      حذف
  2. لا يا حبيبتي فهمتي غلط جوزي مش معترض على شغلي بس زي منتي عارفة الوظايف متتحصلش الا اذا كان عندنا واسطة عشان كدة انا لسة مشتغلتش ادعيلي احصلي شغل يا حبيبتي وياريت تديلي الفيس بك بتاعك عشان نبقى على تواصل

    ردحذف