الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

شارع الخوف"قصة قصيرة"











شرع الخوف سكينا حادة في قلب الشارع الهادئ و لاذت فتياته بديارهن كالفئران حين تختبئ بداخل الجحور المظلمة ..
أصبح صوت حفيف الأشجار العتيقة المتناثرة إلي نعيق غربان يدوي بين الظلام .. و أصبح الشارع الذي كان يحتضن أحلام طفولتنا هو نفس الشارع الذي أصبحنا نخشى أن تطأ قدمينا بداخله ..ترامي إلي مسمعانا من قبل كلام عن وقوع حوادث .. فمرة شاب طعن فتاة ليسرق قرطيها .. ثم مجموعة من الفتيان يوفقون  ليلاً ليفتوك بهن كالذئب .. ثم يردفون أ
قتلها ثم هتك بها و تركها عارية في وسط الشارع ..
لم تكن "نهلة" تري الحقيقة .. لم تراها إلا عندما لطمتها في وجهها .. فما بين ليلة و ضحاها تستيقظ لتجد أن هذا يحدث في الشوارع المجاورة .. ثم حدث في الشارع التي تقطن بيه .. ثم حدث لها ؟!
كانت وحيدة آتيه من محاضراتها .. و الشمس بدأت تغرب بعيداً و تختلط بالأفق الأحمر .. و فجأة باغتها هو من الخلف بكلمات معسولة و ما لابث أن تطاولت لكلمات وقحة صريحة مصحوبة بلمسات جريئة مخجلة .. ركضت بعزم ما تملك من قوة   كانت خائفة أن تهوي بعيداً عن منزلها أن يرميها القدر الذي نجاها إلي شيء أفظع .. وعندما خطت قدمها إلي منزلها رددت بخفوت " الحمد لله " و لكن احتلال سؤال عقلها ظل يتردد في ذهنها "من الذي اغتال الحرية في الشارع؟"  
سؤال يتردد بداخل تجاويف أذنها ..
الهيروين ...
أنه الهيروين اللعين .. غيب العقل ...
لا !!
أنه ليس غيب العقل فقط..
 بل غيب الضمير ..
غيب الأخلاق ..
 غيب أنفسنا عنا ..
أصبحت أم نهلة بعد ذلك الحادث تخشي عليها من كل شيء و تشدد عليها تكاد تخنقها و لكنها كانت أيضاً خائفة لا تريد أن تخرج مجدداً و لكن أتأتي الجامعة إلي البيت ؟ ! .. كلما كانت تذهب لجامعتها كانت أمها تردد ..   
"لا ترتدي الحلي الذهبية .. لا ترتدي الأقراط اللامعة في الشارع .. لا تسيري ليلاً بمفردك .. لا تركبي المصعد مع أحد .. لا تتأخري في المحاضرات المسائية "
لا ,لا ,لا  . لا لكل شيء .. أصبحت تعد قائمة بالممنوعات .. فقد تاهت بداخل كهوف القلق  .. تعالت ذبابات التحذير من كل صوب حتى هزت أركان عقلها ..
و كان القرار  الأمثل أن لا تري وجه ذلك الشارع القبيح مرة أخري .. لا تري أنيابه الصفراء الخبيثة المختبئة خلف جدرانه .. كي لا تتحول إلي غزال شارد يتهادي في الطرقات منتظرة  أن ينقض عليها في غفلة النمور .. و ربما الذئاب الجائعة ..
أو تتحسن في منازلنا حتى نعد سلاح تقيها من أي عدوان ..
و كان القرار النهائية هو أن تحمل آلة حادة , ربما سكيناً حاداً لتحمي نفسها من أي ذئب تسول إليه نفسه ليلمس شعره منها أو قطعة لحم من جسدها, قررت قطع خيوط الرعب العنكبوتية بمسل شفرة حادة .
حتى وإن كانت ستتعامل مع الناس بأسلحة حادة و تقتل كل من يقترب منها لأي سبب ..
و لكنه لم يفلح السلاح معها !! ..
و مازلت "نهلة " تخرج في خوف إلي الشارع , و مازالت أعيون الذائب متربصة لها ...
و مازلت تسأل نفسها " من الذي أختال الحرية في الشارع ؟"

هناك تعليقان (2):

  1. اسلوبك جميل
    وللاسف كل فتاه منا اصبحت نهله فى خوفها وقلقها وتتبعها لنظرات الناس وخوفها ان يتطاول عليها اى خارج عن الاخلاق والانسانيه
    نسأل الله الامان

    ردحذف
    الردود
    1. متشكرة جداً :)
      للأسف احساس القهر من اللي بيحصل غلب الخوف عندي أننا بنتعامل بالطريقة و كأننا أجساد من غي روح
      الأمان يــارب :)
      نورتي :)

      حذف