الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

معرفـش ...!


"مقال ساخر"






علي فكرة مش عيب خالص
آه و الله مش عيب !!
مش عيب لما تكون مش عارف حاجة تقول معرفش ، مش عيب لما حد يسألك عن حاجة أنت متعرفهش تقول معرفش !
العيب أنك تقول عارف و أنت متعرفش ، و العيب الأكبر أن تفتي و تعمل قصة كبيرة من خيالك علي حاجة أنت متعرفهش !
العيب أنك تكذب لمجرد خوفك المرضي من أن أنك تقول معرفش !
يبقي ليه ؟!
ليه نفتي علي بعض في كل حاجة حتى أبسط الأمور ؟
ليه بقي عندنا أرتكريا من كلمة معرفش و كأن مرادفها اللغوي أنا غبي ؟
ليه أي سؤال لازم وحتماً ولابد يكون له عندك إجابة و يا حبذا لو الإجابة دي من خيالك عشان تعرف تبدع و تفذلك براحتك .. ها ليه؟
ليه معتبر كلمة معرفش من الكلام العيب اللي مينفعش أنك تقوله لحد ؟
و ليه بقي صدقت نفسك لدرجة أنك بتصدق إجابتك الغلط علي الحاجة اللي متعرفهش ؟
ليه أصلاً تفتي ؟
ليه تقول علي حاجة متعرفهش أنك تعرفها ؟!
أيه وجه الإفادة عشان اللي حواليك يقولوا عليك مثقف و عبقري زمانك ما هو حضرتك عارف أنك فتاي و غالباً اللي حوليك عارفين ده و لو مش عارفين ها يعرفوا بعد كأم حديث معك !
يبقي ليه تفتي ؟ بتتكسف من كلمة معرفش و بيتهأيلك أنها ها تظهرك بمظهر الغبي !
طيب ما هو أنت أصلاً غبي عشان متعرفش أن ما فيش إنسان علي وجه الأرض دي كلها يعرف كل حاجة ، يعني كده أو كده ها تطلع غبي !
ده غير أن معرفش كلمة مش عيب العيب أن تكذب عشان مكسوف تقولها !
يبقي ليه تفتي ؟ !!
خيالك واسع فا بتخرجه للناس في هيئة فتي !
أحب أقولك يا صديقي العزيز شكراً روح لدار نشر ولا مجلة تتبني مواهبك الإبداعية عشان الناس مش نقصها خيال سعادتك !
يبقي أيه وجه الإفادة من الفتي ؟ ولا حاجة !
و الغريب أنه انتشر في المجتمع و الغريب أكثر أنه بقي له أكثر من شخصية بأكثر من طريقة !
جرب تسال علي حاجة في الشارع مثلاً مكان معين أو شارع أو أي حاجة تافهة جداً و أنت ها تلاقي طرق ردود مختلفة للفتي ..
منهم اللي آخذ يوسف بك وهبي قدوة له في حياته و دائماً آخذ حركاته و في نفس الوقت عنده قدرة غريبة علي نسج ألف حكاية في ثانية و يخليك تصدقها ، فا لما تروح تسأله "لو سمحت أروح شارع فلان منين " فيرد بسرعة غريبة " أمشي لأخر الشارع و بعدين أدخل أول يمين في ثاني شمال ها تلاقي بنزين أدخل ورائها ها تلاقي .."
و ده النوع اللي هو " أنا بشتغل نفسي محدش يشتغلني " لدرجة اقتناعه الشخصي أنه يعرف كل حاجة و مش مصدق أنها غلط !
وده إنسان مريض و لازم تبلغ عنه عشان يعقد في مكانه الطبيعي اللي كلنا عارفينه ...  
و في النوع اللي محرج يطلع قدامك مش عارف فلما تسأله يبدأ يعصر دماغه و تلاقي نص الكلام " أ .. آه .. أيه " و مكسوف من حاجة متكسفش وغالباً بيبقي معروف أنه فتاي !
و ده إنسان وصلت له مفاهيم غلط و عشان تصلحها لازم تحرجه عشان يعرف يفرق صح !
و في النوع اللزج اللي هو ميعرفش و خياله مش مساعده و عقله مش قادر يقوله إجابة فيسألك بمنتهي اللزجة " هو قالك فين " !
وده ملهوش علاج فعال لأنها صفة ثابتة فيه و أصبح علينا أحنا كناس حواليه نستحملها بس ممكن تتعامل معه بنفس اللزجة فلما يقولك " هو قالك فين " أرسم علي ملامحك ملامح التعجب و قوله :
" هو مين اللي قالي ؟ ! و لو هو قالي أنا ها أسألك ليه !!"
أو ابتسم ابتسامة لزجة كبيرة و قوله :" هو قالي أنه هناك بس أنا عارفه من وهو صغير أنه كذاب .. فقولت أتأكد يعني "
و الجملتين دول عندهما كفالة أنهم يجبله شلل في غدة الفتي عنده فتعطل لفترة !
و في النوع الفصيح اللي آخذ شخصية المتطوع للمساعدة ، يعني تكون بتسال حد فا هو يمر من جنبك و يقول " أسال عند البنزين " و ده علاجه أنك تمسك أي حاجة قدامك و تلبسها في وشه و غالباً ده الحل الأمثل للنوعية دي !
و في فتي بيحصل من غير ما تسأل ، لو راكب أي وسيلة موصلات ها تسمع كل واحد بيمارس هواية الفتي علي اللي جنبه و فجأة بقي ربع الموجودين خرجين سياسية واقتصاد و ربع خريج تجارة قسم إدارة أعمال و ربع من أتباع مطبخ منال العالم و ربع أحسن من الممثلين و لاعبين الكرة و المذيعين بس مأخدوتش فرصتهم!!
و غالباً ده يا بينتهي بخناق علي جائزة أحسن فتاي مقنع أو بينتهي بتدمير جهازك العصبي  !
و غيرهم كثير و كل ده من غير سبب !
ها تستفيد أيه لما تفتي علي واحد تعبان و بيلف علي عنوان ، ها تستفيد أيه لما تقول لواحد معلومة غلط ، ها تستفيد أيه لما تطلع قدام اللي حواليك واحد فتاي و كذاب !
مش ها تستفيد أي حاجة غير أنك تشتغل نفسك و بس!
و لو أنت فتاي و عارف كده و مازلت مستمر
 ولو أنت بتسمع أي كلام و بتقنع نفسك به رغم أنك عارف أنه غلط
أحب أقولك أن أنت " بتشتغل نفسك و  بس " يعني ماشي في سكة اللي يروح يرجع من غير عقله !
و كل ده ليه ؟ عشان لسه مش قادر تفهم أني ما فيش إنسان عارف كل حاجة و أن كلمة معرفش مش عيب !
و الله مش عيب .. دي حتى صباح غنت و قالت " معرفش معرفش و لا أقولش غير معرفش "
صدقني مش عيب !
والله العظيم مش عيب !!





سـارة يحيي محمد 
17/9/2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق