أنا "كارمن كاظم" فتاة
في السادسة والعشرين من العمر جميلة و غنية نتيجة ثورة طائلة ورثتها عن جدي رحمه
الله ، ليس لدي بيت ولا تستغربي هذا فأنا كثيرة الأسفار و يعتبر جميع فنادق العالم
منزلي فأنا لا أميل للاستقرار لأن الاستقرار كان يعني لي التزام و وعود و حياة هادئة
و أنا كنت لا أثق بأن هناك من يلتزمون بوعودهم و يبقون معاً طوال حياتهم !
أنا تربيت منذ سن العاشرة في
مدرسة داخلية و من قبل علي يد مربية فأمي كانت مشغولة بكثرة زيجاتها و عشاقها و
أبي مثلها تماماً فكرهت أنا الالتزام و الوعود و الاستقرار فكثرت من أسفاري و حضور
الحفلات و التعرف علي الكثير دون التعلق بهم ..
لكن في أحدي الحفلات الصباحية لسيدة
طيبة القلب حفلة خيرية في واقع الأمر و هناك قابلت "آدم كارم" شاب في
الخامسة والثلاثين وسيم غني جداً ذكي و لم ينبث أحد بكلمة سيئة عنه ، أعجب آدم بي
و دارت بينا محادثة اتفقنا فيها علي اللقاء في اليوم الثاني قالته و تحدثنا لكنني
كنت صريحة معه و اعترفت بكثرة تعرفي بالرجال و عدم التزامي و هذا للحق كان كاذباً
لأبعده عني لكنه و طريقة ما لمس شيئاً داخلي و أرد أن يحارب معي من أجله ..
و من وقتها و نحن نتقابل أنا
وضعته في البداية تحت الاختبار و اعتراف بأن طلباتي كانت مرهقة وغير عقلانية لكنني
كنت خائفة من كثرة ما مررت به ، في البداية طلبت منه أن ينتظرني لثلاثة أيام في
مقهى يشتهر بالإزعاج و علو الموسيقي فيه و أنا سآتي إليه خلالهم شرط أن ينتظرني كل
يوم من السادسة ماءاً وحتى الثانية عشر ليلاً و بالطبع حضرت في اليوم الثلاثة
الساعة الحادية عشر والنصف و المقابلة الثانية كانت في هولندا و الثالثة في تركيا
و بعدها في ميامى حيث عرف هناك أنني تكلفت بإنشاء مدرسة للأطفال المتشردين لأني
أشعر مثلما يشعرون بالوحدة والضياع و الخوف فحاولت أن أخفف عنهما ، لكنه بعدما عرف
قد تمسك أكثر بإحساسه فقرقرت أن أعرفه أبي و اتفقنا علي لقاءنا بباريس في أحدي
المطاعم التي اعتادت أبي العشاء فيه لكن ليس وحده ..
عندما جلسنا هناك كنت أحث عن
وجه أبي بينهما توتر و خوف حتى رأيته يدخل فنهض أصافحه هو و الفتاة التي معه كانت
فتاة أصغر مني و أبي كان يصبغ شعره الأبيض و كأن هذا لم يكفي للإيضاح الصورة فقد
فقدت أعصابي و طلبت منه الجلوس معي لدقائق لكنه لم يرضي وتركني و ذهب مع فتاته ،
والغريب علّي موقف آدم آخذ يرتب عليه ويهدأ مني و ظل معي حتى هدئت ، و عدها عرفته
بأمي التي آخذت تثيره و لصعوبة
هذا علّي لن أخضوع الشرح فيه
لكنها رفضها بأدب مبالغ و ظل معي ..
و بعدها تعرفت علي أسرته زوجان
يحبون بعضهما البعض طوال أربعين عام كان جو أسري ملئ بالحب و العطف الذي حرمت منه
!
بعدها واجهني في لحظة رومانسية
بينا كنت استسلمت فيه لقلبي و لم أفعل شيء سوي الاعتراف بحبه ، و الآن نحن نجهز
بيتا علي شاطئ خاص استعدادً للزواج خلال أيام ..
في ختامي أقول " ما أجمل
أن تجد شخصاً يحبك و يفهمك و يحتويك و يبقي بجانبك مهما يحدث ، لكن الأجمل أن يكون
المتحكم في حياتك هو الحب و الخير "
*************
صاحبة الحكاية :
مبارك لكِ زواجكِ يا سيدتي
الجميلة ، لا شك أن حكايتك كانت سيئة في بدايتها لكن الله كفائكِ بشخص يحبك ليكون
عون ليكِ في شيء ..
شخصيتك الخائفة تكونت بسبب ما
حدث لوالديكِ بعد انفصالهما و لاشك أن هذا كان صعباً عليكِ، و الأصعب أن تحتملي ما
يفعله كلاهما ، لكن شخصية خطيبك قوية عنيدة تعلق قلبه بكِ فصدقه و سار ورائه و كان
محق ..
أنها أحدي حكايات الحب التي لن ننتهي
أبداً ، حكاية مختلفة و جديدة كعادة الحب دائماً ، يأتي فيغير كل شيء فالحب ليس له
بدايات أو نهايات ثابتة دوماً يفاجئنا بحكايته الغريبة و التي رغم آلامها تطربنا و
تسعدنا ..
ما أجمل أن تتحدثي عن الحب ، فدوماً
حديثه بنكهة خاصة جداً .. نكهة العشق ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق