الخميس، 3 أكتوبر 2013

عمود حكاوي القراء" مطاردة الحب الطائرة"











أنا "كارمن كاظم" فتاة في السادسة والعشرين من العمر جميلة و غنية نتيجة ثورة طائلة ورثتها عن جدي رحمه الله ، ليس لدي بيت ولا تستغربي هذا فأنا كثيرة الأسفار و يعتبر جميع فنادق العالم منزلي فأنا لا أميل للاستقرار لأن الاستقرار كان يعني لي التزام و وعود و حياة هادئة و أنا كنت لا أثق بأن هناك من يلتزمون بوعودهم و يبقون معاً طوال حياتهم !
أنا تربيت منذ سن العاشرة في مدرسة داخلية و من قبل علي يد مربية فأمي كانت مشغولة بكثرة زيجاتها و عشاقها و أبي مثلها تماماً فكرهت أنا الالتزام و الوعود و الاستقرار فكثرت من أسفاري و حضور الحفلات و التعرف علي الكثير دون التعلق بهم ..
لكن في أحدي الحفلات الصباحية لسيدة طيبة القلب حفلة خيرية في واقع الأمر و هناك قابلت "آدم كارم" شاب في الخامسة والثلاثين وسيم غني جداً ذكي و لم ينبث أحد بكلمة سيئة عنه ، أعجب آدم بي و دارت بينا محادثة اتفقنا فيها علي اللقاء في اليوم الثاني قالته و تحدثنا لكنني كنت صريحة معه و اعترفت بكثرة تعرفي بالرجال و عدم التزامي و هذا للحق كان كاذباً لأبعده عني لكنه و طريقة ما لمس شيئاً داخلي و أرد أن يحارب معي من أجله ..
و من وقتها و نحن نتقابل أنا وضعته في البداية تحت الاختبار و اعتراف بأن طلباتي كانت مرهقة وغير عقلانية لكنني كنت خائفة من كثرة ما مررت به ، في البداية طلبت منه أن ينتظرني لثلاثة أيام في مقهى يشتهر بالإزعاج و علو الموسيقي فيه و أنا سآتي إليه خلالهم شرط أن ينتظرني كل يوم من السادسة ماءاً وحتى الثانية عشر ليلاً و بالطبع حضرت في اليوم الثلاثة الساعة الحادية عشر والنصف و المقابلة الثانية كانت في هولندا و الثالثة في تركيا و بعدها في ميامى حيث عرف هناك أنني تكلفت بإنشاء مدرسة للأطفال المتشردين لأني أشعر مثلما يشعرون بالوحدة والضياع و الخوف فحاولت أن أخفف عنهما ، لكنه بعدما عرف قد تمسك أكثر بإحساسه فقرقرت أن أعرفه أبي و اتفقنا علي لقاءنا بباريس في أحدي المطاعم التي اعتادت أبي العشاء فيه لكن ليس وحده ..
عندما جلسنا هناك كنت أحث عن وجه أبي بينهما توتر و خوف حتى رأيته يدخل فنهض أصافحه هو و الفتاة التي معه كانت فتاة أصغر مني و أبي كان يصبغ شعره الأبيض و كأن هذا لم يكفي للإيضاح الصورة فقد فقدت أعصابي و طلبت منه الجلوس معي لدقائق لكنه لم يرضي وتركني و ذهب مع فتاته ، والغريب علّي موقف آدم آخذ يرتب عليه ويهدأ مني و ظل معي حتى هدئت ، و عدها عرفته بأمي التي آخذت تثيره و لصعوبة
هذا علّي لن أخضوع الشرح فيه لكنها رفضها بأدب مبالغ و ظل معي ..
و بعدها تعرفت علي أسرته زوجان يحبون بعضهما البعض طوال أربعين عام كان جو أسري ملئ بالحب و العطف الذي حرمت منه !
بعدها واجهني في لحظة رومانسية بينا كنت استسلمت فيه لقلبي و لم أفعل شيء سوي الاعتراف بحبه ، و الآن نحن نجهز بيتا علي شاطئ خاص استعدادً للزواج خلال أيام ..
في ختامي أقول " ما أجمل أن تجد شخصاً يحبك و يفهمك و يحتويك و يبقي بجانبك مهما يحدث ، لكن الأجمل أن يكون المتحكم في حياتك هو الحب و الخير "
*************

صاحبة الحكاية :
مبارك لكِ زواجكِ يا سيدتي الجميلة ، لا شك أن حكايتك كانت سيئة في بدايتها لكن الله كفائكِ بشخص يحبك ليكون عون ليكِ في شيء ..
شخصيتك الخائفة تكونت بسبب ما حدث لوالديكِ بعد انفصالهما و لاشك أن هذا كان صعباً عليكِ، و الأصعب أن تحتملي ما يفعله كلاهما ، لكن شخصية خطيبك قوية عنيدة تعلق قلبه بكِ فصدقه و سار ورائه و كان محق ..
أنها أحدي حكايات الحب التي لن ننتهي أبداً ، حكاية مختلفة و جديدة كعادة الحب دائماً ، يأتي فيغير كل شيء فالحب ليس له بدايات أو نهايات ثابتة دوماً يفاجئنا بحكايته الغريبة و التي رغم آلامها تطربنا و تسعدنا ..
ما أجمل أن تتحدثي عن الحب ، فدوماً حديثه بنكهة خاصة جداً .. نكهة العشق ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق