مرتفعات وذرينج الرواية الواحدة للكاتبة إميلي برونتي و
التي خالدتها علي مر تلك العصور ... لكنني صدقًا لم أعرف أو ألمس المميز فيها الذي
يجعلها كاتبتها خالدة ؟ .
**
الرواية من الأدب الكلاسيكي العالمي ، و هناك ثلاثة
أشياء أفضل أن أضعها نصاب عيني عند قراءة هذا النوع ، اللغة الشاعرية الهادئة ،
الأحداث البطيئة و الحبكة العاطفية ، أنني اقرأ من أدب القرن الثامن عشر و ما قبل
.
و رغم أنني أستطيع بسهولة أن أقيم كل عمل علي حسب نوعيته
، متفهمة أن كل نوع مختلف عن الآخر و لا انتظار أن يقدم لي عمل كلاسيكي التشويق و
الترقب و الإثارة ، لكنني شعرت بالملل
أثناء القراءة أغلب الوقت .
القصة باختصار أن الشخصية الرئيسية " كاثرين إيرنشو
" تحب " هيثكليف " الفتى الذي تبناه والدها و يعامله أخاها بعد
وفاة والدها معاملة سيئة و متدانية ، و تقرر الزواج من "لنتون ايدجار "
صديق طفولتها الغني الوسيم ذو الشأن العالي ، يسمعها هيثكليف عندما تتحدث عنه و أن
زواجها منه يجلب العار رغم حبها فيرحل ثم يعود من جديد في هيئة السيد النبيل ، و
تغرم به شقيقة ايدجار فيقرر الزواج منها
ليحطها هي و عائلتها ، مع تزامنه في أزلال شقيق كاثرين بتسديد ديونه .
و في العقد التالي تحب ابنه كاثرين التي تسمي "
كاثرين لينتون " تقع في غرام ابن هيثكليف الذي يجبره والده علي الزواج منها
ليذللها و يأخذ ثروتها ، لكن بعد وفاته
تقع كاثرين الابنة في حب " هارتون إيرنشاو " الذي تبناه هيثكليف و ساء
معاملته كما كان يفعل معه .
دائرة الحب و الانتقام و وقوع نفس الأحداث ، تأثير دروست
في صعيد الدراما حيث الصورة تظهر داخل نفسها ، بالتمعن في القصة الأولي سنجددها
تكرر نفسها في عقد الأبناء و لكن يحركها الانتقام أما القصة الأولي كان يحركها
أنانية كاثرين .
حيث قالت كاثرين في مصارحتها لنلي الخادمة عن ما تشعر به
تجاه الشخصيتين هيثكليف و لنتون :
" إنّ حبي " لنتون " يشبه أوراق أشجار الغابة، يتغيّر ويتبدّل "
مع تغيُّر الزمن تمامًا كما يبدّل الشتاء هذه الأوراق ".
أمّا حبي " لهيثكليف " فيشبه الصخور الأبديّة، أنّه مصدر سعادة "
قليلة ملموسة ولكنّها ضرورية، إنّني أنا هيثكليف ! إنّه دائمًا
دائمًا في مخيِّلتي، إنّه حياتي، فأرجوك ألّا تتحدّثي مرّة أخرى
عن فراقنا " .
عقدة اختيار الزوج الثري من الطبقة المخملية و حب الشخص
الأقل مرتبة ، ربما هي كانت حجر الأساس و الإلهام الذي مازال يحرك هذه الفكرة حتى
الآن ، فهذه الفكرة قد كتبت في مختلف العالم و تم صنع أفلام و مسلسلات درامية و
إذاعية إلي الآن ، لكنني أثناء القراء كنت أشعر بالملل لأن التركيز كان علي الحبكة
العاطفية للحب و الانتقام و مفتاح تغير القصتين لكن المشاهد أغلبها كانت بائسة
جدًا و فقيرة و يمكن أن تتخطها .
لكن نقطة وصف أحوال زمن القصة كانت لا بائس بها ، التطرق
طفيف لكنه مفصل .. لكن غير ذلك لم أستشعر ، لم أري نوع من الرومانسية أو العقدة
للكتابة ، فالشخصيات كلها تعاني من سيطرة الأنانية و الانتقام و التعالي و كنت
أراهم بشكل ما مناسبين أكثر من اللازم لينتجوا قصة ، لا يعقل أن الجميع سيئين و
بؤساء في رواية بهذا الحجم ! .
ملحوظة: هناك ثلاثة ترجمات لهذه الرواية ، ترجمة سلسلة
كتابي ، و ترجمة الأدب العالمي للناشئين و ترجمة المركز الثقافي العربي ، و
الأخيرة أفضلهم و أكثرهم قبولًا للقراءة فالترجمتين السابقتين كانوا أكثر مملًا من
الأخيرة و أظن أنهم أضافوا المزيد من البطء و هي لا تحتمل .
و تم اقتباس الرواية في عده أفلام ، الأول سنة 1939من إخراج ويليام وايلر ، و آخر سنة 1992 من
إخراج بيتر كوسمينكي و هي النسخة الأقرب للرواية لكن مواصفات الشخصية الشكلية كانت
مختلفة عن الرواية الأصلية ، و أخر فيلم تم اقتباسه كان سنة 2011 إخراج أندريا
أرنولد ..
و تم اقتباس الرواية في فيلم مصري سنة 1956 باسم "
الغريب " من إخراج فطين عبد الوهاب و كمال الشيخ و بطولة يحيي شاهين و ماجدة
و كمال الشناوي .
كتابة الرواية مملة و بطيئة أكثر مما احتملت ، لكن
الفكرة مازلت تتحرك و تشكل مصدر للإلهام الكثير و تناقش قضايا اجتماعية و نفسية
مهمة .
التقييم
4/10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق