الكاتب : ميلان كونديرا .
ترجمة : ماري طوق .
عدد الصفحات : 302 .
سنة النشر : 1984 / سنة الترجمة : 2013 .
دار النشر : المركز الثقافي العربي .
" إن كل ما أقوله ليس إلا نظريات تستعص
علي البرهة " .
في كتّب الفلسفة تجد الفلاسفة كانوا دومّا يسألون و
يبحثون عن معني الخير و الجمال و الحب و الشر و الكراهية و ماهية الظلم و ماهية
لحظات السعادة و يحالون تفسير كل هذا بالمنطق و الفلسفة و المبادئ ، بينما ميلان
كونديرا يسأل و يجيب علي كل تلك الأسئلة من خلال حكايات شخصياته الدرامية عبقرية
التكوين ، و لم يكتفي بذلك بل قرر أن
يعطيك في كل قسم من أقسام الرواية السبعة إجابة جديدة و مختلفة .
لذا نستطيع بكل ثقة أن نصنفها بأنها كتاب فلسفي متنكر
بزي رواية عبقرية التكوين .
أما عن تقنيات السرد المستخدمة و حبكة سير الأحداث ، فهي
متنوعة تنوع فريد فتعطيك مساحة من الخيال و مساحة من المعرفة فأنت تعرف مصير
شخصياته البائسة قبل أن تعرف هي ، مع تقنية إعطاء مساحة للكاتب/الراوي للتعبير
فيها عن أفكاره بحرية و بجرعات معتدلة من الفلسفة ، فتلمس سوداوية الأحداث و
دراماتيكية الشخصيات قبل أن تعرف ماذا حدث ؟ .
“we don’t see things as
they are، we
see them as we are “
جملة كتبتها " أنايس نين " تعني أننا لا نري الأشياء
كما هي بل كما نحن ، و أظن أن ميلان كونديرا كان يحاول طوال الرواية أن يخبرنا أن
المفاهيم تختلف و أن لا شيء نراه كما هو حقًا ، أن الإجابات ليست نهائية ، ليست ثابتة ، ليست
واحدة ، ففي كل مرة يختلف مفهوم الأشياء و بخلط جميع الإجابات ستحصل علي المنظور
الجديد ..
وحدة ميلان صرح بأن الإنسان ينتشي بضعفه الخاص
، فيسطر عليه رغبة أن يصير أكثر ضعفًا ، و
حتى و أن قطع أوصاله حيًا أو حك جسده علي أرض الشارع ..
ميلان وحده يستطيع أن يخبرك أن الإنسان
أحيانا كثيرة يحب أن يتذوق " النشوة السوداء " ، التي بلا جزاء كأنك لا
تعرف هل هذا صح أم خطأ ؟ .
لكنك لا تهتم أبدًا أن تعرف .
الرواية المتنكرة في زي الكتاب الفلسفي التي كانت تدور
حول " ليس من ذلك بد ؟ " و " أحقا كان ليس من ذلك بد ؟ "
ليجيب توماس أحد شخصيات الرواية " أجل ، ليس من ذلك
! " .
وحده ميلان أخبرك بثقل الخفة الذي لا يحتمل ، و بخفة
الثقل التي من الممكن أن تحتملها .
التقيم :
9/10