تلك الفترة مرهقة فعلًا .. فترة الامتحانات .
حسنا لا أدعي أنني من الدحيحة الذين يأخذوا الامتحانات
كحالة تأهب قصوى للمعركة ، ممنوع فيها أي شيء ، الأفلام و المسلسلات و القراءة و
الحديث و الضحك و كل شيء من علامات الحياة المدنية .
بالكاد أبدا مذاكرة آخر شهر بسرعة معقولة ثم تتصاعد عند
حد معين و تقف بعدها ! ، لم تحتاج الامتحانات أكثر من ذلك معي في أي سنة .
بالطبع أنفر من تلك الأفورة المصحوبة لها علي الفيس بوك
و بين صديقاتي في الجامعة (وش هسقط .. مش فاهمة حاجة خالص .. أنا شايله الترم ده
.. في مستقبل بيضيع ) و غالبًا هي تلك الفئة التي تنجح كل سنة بتقدير عالي .
فلماذا ذلك البروتوكول الشنيع في الأشياء؟!
دعك من الامتحانات و المذاكرة الآن ، فأنا نفسي دعتني
منها و الصفحة التي من المفترض أن تحتلها مراجعة الوحدة الثالثة من إدارة الجودة
الشاملة ، احتلتها كلماتي الفارغة .
رغبة عارمة في التدوين اجتاحتني فوجدتني أترك الكتاب و
المذاكرة و أكتب !
و هذه نقطة تجعلني أحب إرهاق تلك الفترة ، كل ما أرغب في
فعله أفعله في لحظتها ، لا أنتظر شيء أو أقول لنفسي بعدما أفرغ من كذا .
في فترة الامتحانات أي شيء سأفعله ليأخذني قليلًا من
المذاكرة ، علي رغم من أنني أصبحت أحب مواد الإدارة جدًا بفضل دكتور محمد شاكر عظم
الله شأنه كثيرًا .
إلا أنني مع ذلك متعلقة بالكتب التي أكبد عناء البحث
عنها و التي كتبها أناس أدرسهم ، و بينما الجميع لا يعرفهم أنا أعرفهم و أعرف
كتبهم ونظرياتهم ، فكم تصبح المذاكرة بعد ذلك سهلة و ممتعة ، فيكفي أن أعرف
العنوان لأكتب تحته صفحات كثيرة .
أنا متعلقة بالكتب عمومًا، كل الكتب ماعدا الكيميائية ،
و الكثير من السياسية يضر !
أن تكتب و تقرأ ، البحر لا يفصلك عنه سوي جانبي طريق ، الجو لذيذ .. هل هناك أفضل؟
بالطبع !
لكن في الوقت الحالي ، هذا أفضل شيء بالنسبة لي .
حسنا . فيما يمكن أن أتكلم أيضا ؟
لا أستطيع أن أعود للتدوين بتلك القوة ، و إلا سأترك كل
شيء لأجلس و أدون أفكاري و أسئلتي و فلسفتي الحافية .. و صدقوني لن تكفيني سنين
عمري لفعلها .
لذا سأكتفي بخوض تجربة التدوين القديمة بخطوات معقول ؟
كمثال أنني أفكر بإنشاء مدونة لا يعرفها أحد _ علي أساس
أنه يوجد من يعرف تلك _ لكن تلك فيها اسمي و أكونت الفيس بوك و بعض الأصدقاء و
الأقرباء و الأعداء .
أما الاخري ستكون بلا أسم لكاتبها ، سأجعل منها دفتر
يوميات كبير أسجل فيه أفكاري الخاصة جدًا و مواقف و حكايات و قصص و خواطري اللعينة
و أشيائي التافهة و القيمة .. ستكون الطريق لمعرفة نفسي .
دومًا رغبت في أن يكون لي مذكرات أو دفتر يوميات منتهي
لأشتري غيره و غيره ، لأسجل فيهم كل شيء ثم أضعهم في صندوق خشبي مزخرف أطلق عليه
أسم الأنا .
لكنني بصراحة أتراجع عن الكتابة بسبب عدم قدرتي علي
المحافظة علي حسن خطي و تنسيقه يوميًا فأستبدل الفكرة بمدونة خاصة .. و تظل علي
قائمة To-do .
هل سأفعلها يومٍ ما ؟ ربما فالفكرة أصبحت ملحة جدًا .
نعود لذكر سبب كوني لا أكتب هنا ..
أولًا : لأن التدوين الشخصي البحث هذا يحتاج إلي مكان
فارغ و خصوصية .. و ثانيًا : الصراحة و
الشجاعة الأدبية الكافية .
لا أعتقد بأنني سأكون بكامل شجاعتي و صراحتي إذا كتبت في
مكان به أناس يعرفوني و يستطيعون كتابة التعليقات السخيفة علي كلماتي و أفكاري الشخصية
!
كما أنك عندما تعلم بأن هناك من سيقرأ أفكارك ، تبدأ
باختيار الكلمات التي تعبر عنها بها ، تحاول قليلًا إظهار فلسفتك العقلية الحكيمة
، أو كم الحزن الذي تعيش فيه ، إظهار نفسك بصورة أفضل مما هي عليه فيتحول الأمر من
فضفضة أفكار إلي محاولة تألق نفسك و صنع بريق مصطنع إظهار ما هو أفضل حتى و إن لم يكن فيك .
إن أمتع الكتابات هي التي تكتبها باسم مستعار ، و أسوء
الكتابات هي التي تكتبها لأنه ينبغي عليك ذلك .
كما أن البوح يحتاج السرية ، أو شخصًا ترغب في أن تبوح
له .. نعم لا علاقة للثقة بالأمر .
من الممكن أن تثق في الكثير ولا ترغب في البوح لهم و
العكس صحيح جدًا .
أنها ليست قاعدة لأن كل القواعد وضعت لتكسر أصلًا ..
أعتبرها فلسفة حافية
ألسنا أحيانا نرغب في البوح و الحديث مع شخص ليس مفروضًا
أن تحدثه عن أسرار صغيرة .. فما بالك ببوح نفسك .. ما بالك بأن تفرغ إليه الأنا؟!!
ما علينا ...
لقد تم اكتمال تحميل حلقتين من Super
Natural أون لاين ، ولا أخفيكم القول أنا أتحري شوقًا لمشاهدتهم ، أفعل كل شيء أمامهم
في الغالب حتى المذاكرة .. تعلقت بذلك المسلسل كثيرًا
سام .. دين، الأخوين الذين يحاربين كل ما هو وراء
الطبيعة و منطقي جدًا !
أشعر كأنهم جزء من حياتي ، أتمني أعيش في حياتهم .. الآن
أنا في أخر الموسم التاسع !
من فترة صغيرة جدًا كنت في الأول .. كيف شاهدت كل هذا ؟
بل لماذا يسيطر عليا ضيق كلما اقتربت من الموسم العاشر و
الأخير ؟؟
أظنني متعلقة أكثر من دين بما يمسي
Hunts things .. saving people... family business
هه .. أظن أنني وجدت موضوع التدوينة القادمة ، أما الآن
فسأكتفي بهذا القدر من التدوين لكي لا يخرج أحد من التعليقات قائلًا :
" بلا سآئلة .. بكيفي يا عمي خربتي دماغي " .
صفحة من
أسكتش الجامعة
3/5/2015